شريط الأخبار

"ابن الشهيد" هاني المصدر عازف ألحان غزة الرياضي في الزمن الجميل

ابن الشهيد هاني المصدر عازف ألحان غزة الرياضي في الزمن الجميل
بال سبورت :  

 

الخليل- كتب فايز نصّار/ بعد قيام السلطة الوطنية على أرض الوطن عرفت بلادنا نهوضاً رياضياً ملحوظاً ، مسّ كلّ الرياضات ، ووصل إلى كل المحافظات ، ولكن محافظات غزة ، التي كانت تحتضن مقر اللجنة الأولمبية ، واتحاد كرة القدم كانت أقرب من هذا الحراك .

وكان الاحتكاك الخارجي أحد عناوين تلك المرحلة ، فشاركت منتخبات الواعدين في بطولات دولية في الدول الأوربية ، التي رأت في العملية دعماً يصل إلى مستحقيه مباشرة ، بعيداً عن بيرقراطية المؤسسات القائمة .

وساهمت تلك البطولات في ظهور جيل من النجوم ، الذين تركوا بصاتهم في الملاعب ، ومن هؤلاء المايسترو هاني المصدر ، الذي سنحت له الفرصة للمشاركة في بطولات بالنرويج ، والدنمرك ، والمانيا ، مما ساهم في صقل موهبته ، التي تفتحت مبكراً في مدارس غزة .

ولعب أبو العبد لأندية المغازي ، والزوايدة ، قبل أن يصبح أحد أفضل نجوم غزة الرياضي ، الذي قاده للفوز ببطولة الكأس بعد سنوات طويلة من الغياب .

وبالنظر لتألقه مع العميد توّج المصدر بلقب أفضل لاعب ثلاث مرات ، ليتوجه بعد اعتزاله لسلك التدريب ، ويصبح واحداً من خيرة مدربي المحافظات الجنوبية ، قبل اختياره ضمن طاقم المنتخب الأولمبي ، كمساعد يرصد نجوم الكرة في قطاع غزة .

ويواصل المدرب الغزيّ مسيرته في الملاعب ، تاركاً المزيد من البصمات الكروية ، من خلال قصة نجاح طويلة ، أتركه يروي لكم شيئاً من محطاتها في هذا اللقاء .

-اسمي هاني عبد الحكيم سليمان المصدر"أبو العبد" من مواليد غزة يوم 14/4/1981 ، ولقبيالمايسترو.

- لعبت الكرة لأول مرة في الحارة ، ثم في المراحل المدرسية الابتدائية ، والاعدادية ، التي شهدت انطلاقتي ، من خلال بطولة الفصول الداخلية ، التي حصلنا على لقبها في الصف الأول الاعدادي ، بعد فوزنا على فريق الصف الثالث الاعدادي ، وأذكر يومها حصلت علىلقبأفضل لاعب في المدرسة ، وحصلنا على بطولة المدارس الاعدادية ثلاث سنوات متتالية ، بإشراف مدرس التربية الرياضية ، الدكتور تيسير عبد الجواد ، الذي كان الداعم الرئيسي لي .

- وكانت بدايتي مع الأندية ضمن فريق خدمات المغازي ، الذي التحقت به وأنا في الصف الأول الاعدادي ، وشاركت مع أشباله في عدة بطولات ، بقيادة المدربأسعد النتيل ، ومع الفريق الثاني بقيادة المدرب ابراهيم بهجت.

- وشهدت سنة 1996 صعودي للفريق الأول بخدمات المغازي ، ولم يتجاوز عمري يومها 16 سنة ، وكانت أول مباراة لي مع الفريق الأول أمام فريق المجمع الاسلامي على ملعب مدرسة المنفلوطي ، وكان فريق المغازي وقتها يضم كتيبة من النجوم ، منهمفوزي أبو حبل ، وجهاد وزياد شلتوت ، والحارس أحمد الحاج ، وإبراهيم بهجت ، ومحمدمهدي ، وأشرف زكري ، وسهيل كتكت ، وإبراهيم زكري ، وتامر أبو ضاهر، ومجموعة كبيرةمن اللاعبين المميزين ، وفي الشوط الثاني تمّ استبدالي ، وحلّ مكاني مدرب الفريق جمال النتيل.

- بعد ذلك انتقلت سنة 2000 لنادي شباب الزوايدة ، حيث كان القانون يسنح للاعبين بالتنقل إلي أي فريق بعد 4 مباريات ، وقبل أول مباراة كنت أود المشاركة فيها مع الزوايدة تمّ إيقاف الدوري ، بسبب أحداث انتفاضة الأقصي.

-وشكلت سنة 2003 منعرجاً هاماً في حياتي ، حيث انتقلت للعب مع عميد الأنديةالفلسطينية غزة الرياضي ، الذي لعبت معه حتي اعتزالي سنة 2018 ، بعد 15 سنة ظهرت خلالها كصانع ألعاب ، والحمدلله حصلت على جائزة أفضل لاعب في هذا المركز ، من خلال استفتاءات نظمت سنوات 2011 / 2012 / 2013 .

- أكثر مدرب كان له فضل عليّ - بعد الله تعالى - الكابتن جمال النتيل ، الذي دفع بي للعب مع الفريق الأول لخدمات المغازي ، وعمري 15 سنة ولا أنسى فضل الكابتن غسان البلعاوي ، والكابتن مصطفى نجم ، والكابتن عاهد زقوت " رحمه الله " ، والكابتن محمود زقوت ، لهم جميعاً مني كل الاحترام .

- وهناك أكثر من لاعب شكلت معه ثنائياً ، من أبرزهم أيمن الهندي ، وأنس الحلو ،وسليمان العبيد ، ومهند الطهراوي ، وفريد الحواجري ،وأفضل حارس مرمى لعبت معه الكابتن عاصم أبو عاصي ، الذي كان مصدر أمان للفريق .

-مثلي الأعلي في الحياة والدي الشهيد عبد الحكيم المصدر، الذي استشهد في العدوان على غزة سنة 2014 ، ومثلي الأعلي في الملاعب الكابتن الشهيد عاهد زقوت " رحمة الله " ، وهو اللاعب الذي كنت أطمح للوصول إلي مستواه على المستوي المحلي ، إلى جانب النجم المصري حازم إمام على المستوى العربي .

- وبحمد الله أحتفظ بكثير من الذكريات الجميلة من رحلتي الرياضية في الملاعب ، من أبرزها عندما توجت مع نادي غزة الرياضي بلقب بطولة الكأس سنة 2010 ، حيث كنت قائداً للفريق ، ورفعت الكأس بعد غياب ألكثر من 16 سنة ، بالاضافة لقيادتي فريق أكاديمية المحترفين في بطولة باريس الدولية سنة 2018 ، وحصولنا على مركز الوصيف ، حيث كنت مدرب الفريق.

- وبدأت قصتي مع المنتخبات الوطنية سنة 1997 ، عندما شاركت مع منتخب الناشئين للعب بطولة النرويج الدولية ، وبعدها بعام شاركت في بطولةدولية في الدنمارك ،وسنة 1999 تم إختياري ضمن منتخب الشباب ، بقيادة الارجنتيني الراحل ريكاردو ،وسافرنا إلي المانيا ، ويومها كان المنتخب يضم العديد من النجوم ، أمثال جبران كحلة ،وحمادة شبير ، ومهند عمر ، وزكريا عاصي ، ورامي الرابي ، وومحمد الكحلوت ، والعديد من النجوم ،

- بعد ذلك شاركت سنة 2006 في المعسكر الخارجي للمنتخب الوطني في بالأردن وسوريا ،بقيادة المدرب توماس ،ثم شاركت سنة2007 مع الفدائي في بطولة غرب آسيا ، مع الكابتن نعيمالسويركي ، والكابتن محمد الصباح ، قبل التحاقي سنة 2010 بمنتخب الكرة الشاطئية ، في أول مشاركة خارجية له بسلطنة عمان.

- من أجمل ذكرياتي في الملاعب المباريات التي لعبتها مع أندية الضفة ، التي كانت مليئة بالإثارة والندية .. ومنها يوم لعبت مع ناديغزة الرياضي في الضفة الغربية سنة 2005 ، حيث خضنا ثلاث مباريات ودية ، وشهدتمباراتنا مع شباب الظاهرية حضوراً جماهيرياً كبيراً ، فامتلأت المدرجات والجدارن حولالملعب ، وفوق المنازل المحيطة ، وكان المنظر مهيباً ، وأذكر يومها سجلت هدفاً لا ينسى !

- من وجهة نظري جيل الثمانينات والتسعينات هم أفضل أجيال كرة القدم في فلسطين ، ولو توفرت لهؤلاء ما يتوفر للمحترفين في الوقت الحالي لذهبوا بعيداً ، واحترفوا في الدرويات العربية ، ولكان لمنتخب فلسطين شأن أخر في البطولات الخارجية.

- لوا أستطيع تحديد أفضل نجوم الكرة الفلسطينية ، ولكن ارى أنّ من أفضلهم علي أبو السعيد ، وجمال الحولي ، ومحمدالسويركي ، وخالد أبو كويك ، وأيمن المغاري ، وناهض الأشقر ، وصائب جندية ، وخلدون فهد ، وفادي لافي ، وجبران كحلة ، وزياد الكرد ، وتوفيق الهندي ، وغسانالبلعاوي ، ورزق خيرة ، وناجي عجور ، وحسن صالح ، وعبد القادر الأبزل ، وحسين الترابين " .. والقائمة تطول .

- أمّا افضل تشكيلة لنجوم غزة خلال الفترة التي لعبت فيها فتضم عاصم أبوعاصي ، وصائب جندية ، وعبد اللطيف البهداري ، وإيهاب أبو جزر ، ومحمد صالح، ومحمد السويركي ، وجمال الحولي ، وإياد الحجار ، وناهض الاشقر ، وزيادالكرد ، وأيمن المغاري.

- فيما تضم قائمة أفضل نجوم فلسطين فخلال فترة لعبي جيل ال 99 ، أصحاب البرونزية في الدروة العربية بعمّان إسماعيل الخطيب ، وصائب جندية ، ونادر النمس ، وهيثم حجاج، ومعين المغربي ، وصفوان راجح ، ومحمد السويركي ، وجمال الحولي ، وإبراهيممناصرة ، وجبران كحلة ، وخلدون فهد.

- وكانت لي قصة طويلة مع التدريب ، الذي عشقته وأنا لاعب ، حيث كان المدربون يسندون لي مهمة إحماء الفريق ، ومنذ سنة 2007 توليت تدريب فريق الناشئين بنادي غزة الرياضي ، بمشاركة عدد من المدربين ، واستمريت في هذه المهمة حتي عام 2013 ، حيث عملت لفترة في مؤسسةخطوات ، والحمد لله أنا الآن حاصل على شهادة تدريبA، إلى جانب دورة اللياقة البدنية.

-وخلال مسيرتي التدريبية عملت في منصب المدرب العام لفريق غزة الرياضي مع الكابتن غسان البلعاوي ،وكمدير فني لفريق خدمات النصيرات عام 2018 ، وكمدير فني لفريق نادي الأقصي، وكمدير فني لأكاديمية المحترفين ، حيث تشرفت باستقطاب عدد من الواعدين لنادي غزة الرياضي ، من أبرزهم المحترف في الدوري المصري حالياحامد حمدان ، وحازم أبو شنب ، وربحي شتيوي ، والموهوب حمزة موسي.

- أرى أنّ تطوير الدوري في غزة يتطلب زيادة عدد الأندية في كلّ درجة إلي 14 نادياً ، بما يساهم في إعطاء الأندية أريحية ، ويخفف الضغط عليها ، فتتمكن من اشراك الناشئين ، فتظهر المواهب ، مع أمنياتي الكبرى بتنظيم دوري منتظم لفئتي الشباب ، والناشئين.

- أعتقد أنّ أفضل لاعب فلسطيني غسان البلعاوي ، وانّ أفضل لاعب عربي محمد صلاح ، وأفضل لاعب عالمي رونالدو ، فيما أفضل مدرب فلسطيني مصطفي نجم ، وأفضل مدرب عربي محمود الجوهري، وأفضل مدرب عالمي مورينهو ،واللاعبالذي أتوقع له التألق مستقبلاً مهاجم اتحاد خانيونس خالد النبريص.

- أرى أنّ العالم الرياضي تطور كثيراً ، ففي الماضي كنا ننتظر لمعرفة الاخبار في الصحف حتى اليومالتالي ، أمّا اليوم فشاشات التلفاز ، والمواقع الالكترونية ، ومواقعالتواصل تساهم في سرعة وصول الخبر ، إضافة إلى بروز عدد كبير من الإعلاميين الرياضيين ، ممن تركوا بصمة ، منهم خالد أبو زاهر ، ومحمود السقا ، وإبراهيم أبو الشيخ ، والمرحوم غازي الغريب , ومن الأسماءالجديدة مؤمن الكحلوت ، وعلاء الشمالي ، ومعين حسونة .

- بلا شكّ كان الكابتن إيهاب أبو جزرلاعباً موهوباً موهوباً ، والآن هو مدرب كبير ، وضع إسمه بين خيرة المدربين الكبار ، وأتوقع له النجاح مع المنتخب الأولمبي ، ولي الشرف أن أعمل معه خلال الفترة القادمة .

- ويعجز اللسان عن وصفالكابتن غسان البلعاوي ، فهو مدرب ، وأخ وصديق ، وكان لاعباً موهوباً ، وأصبح مدرباً من طينة الكبار ، وبصراحة يستحق التدريب في الدوريات العربية.

- كل الشكر والتقدير لاتحاد كرة القدم على جهوده الكبيرة في تنظيم البطولات ، رغم قلة وضعف الامكانيات ، وكل التحية لقائد السفينة اللواء جبريل الرجوب ، الذي ساهم في تطوير وصقل الرياضةا لفلسطينية.

- من أطرف ما حدث معي في الملاعب موقف حصل في احدي المباريات أمام نادي الزيتون ، حيث قلت للحكم المساعد عنان الرواغ عند تنفيذيلضربة ركنية : إنني سأسجل الكرة هدفاً مباشراً ، فاستبعد الأمر وقال لي : لو بالقدم اليسري ممكن.. فسددت الكرة بالقدم اليمني، وأحرزت هدفاً ، فطلبت من اللاعبين التوجه للاحتفال بالهدف مع الحكم المساعد !

أخيراً أتمني التوفيق لجميع الرياضيين الفلسطينيين، وأتمنى الاهتمام أكثر بالرياضة ، وتوفيرميزانية ثابتة لها من قبل الحكومة ، وأدعو الأندية إلى الاهتمام بقطاع الناشئين.

مواضيع قد تهمك