عقب فضيحة مدوية، استقالة رئيس نادي ريال مدريد
وصلت مسيرة رامون كالديرون القصيرة والمضطربة في رئاسة نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم أخيرا إلى خط النهاية بعدما تنحى كالديرون رسميا عن المنصب بعد الضغوط الشديدة التي تعرض لها نتيجة تصرفه "المشين" في اجتماع الجمعية العمومية للنادي.
وأعلن كالديرون تنحيه خلال مؤتمر صحفي عقده في ملعب "سانتياغو برنابيو" معقل فريق ريال مدريد ليؤكد بذلك ما أوردته العديد من التقارير الإعلامية على مدار الأيام الماضية عن احتمال استقالته من منصبه.
خطأ فادح
ويأتي ذلك بعد أن أكدت تقارير إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية أن كالديرون " دسّ" عددا من الأعضاء في اجتماع الجمعية العمومية للنادي التي عقدت في السابع من الشهر الماضي رغم أنهم لا يحظون بأهلية المشاركة في الاجتماع.
وأكدت وسائل الإعلام الإسبانية في الأيام الماضية أن كالديرون ارتكب هذا الخطأ الفادح للحصول على موافقة الجمعية العمومية على ميزانية النادي وكذلك إجراءات أخرى بالإضافة للصمود أمام المعارضة التي ازدادت قوتها وانتصاراتها عليه خلال عامين ونصف العام تولى فيها رئاسة النادي.
ويبدو أن كالديرون لم يجد أي خيار آخر أمامه بعد تخلي أعضاء مجلس إدارة النادي عنه في الاجتماع الأخير، وسيتولى فيسنتي بولودا نائب رئيس النادي المنصب مؤقتا لحين إجراء انتخابات لاختيار الرئيس الجديد للنادي.
ووجد كالديرون نفسه تحت ضغوط هائلة تدفعه للاستقالة بعدما فجرت صحيفة "ماركا" الرياضية، أكثر الصحف مبيعا في إسبانيا، مفاجأة من العيار الثقيل قبل أيام وكشفت النقاب عن فضيحة الجمعية العمومية للنادي.
دموع ودفاع
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده انهمرت الدموع من عينيْ كالديرون وهو يقول "انتصر الشر، لست جبانا، وليس لدي ما أخفيه، لم أعلم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بما حدث في الجمعية العمومية الماضية"، وأوضح كالديرون بعدها أنه سلم رئاسة النادي إلى صديقه الحميم بولودا الذي سيرتب لإجراء الانتخابات في مايو/أيار أو يونيو/حزيران المقبلين.
وقال كالديرون والدموع في عينيه "سأترك النادي، ويدي نظيفة وضميري مرتاح. أموالي وعافيتي الآن أقل مما كانت عليه عندما توليت رئاسة النادي ولكنني أفتخر بأنني خدمت أهم ناد في العالم".
وأنهى كالديرون حديثه في المؤتمر بالقول "نجاح هؤلاء الذين سعوا لتدميري هو نجاح للظلم والشر. ارتكبت أخطاء ولكني لم أرتكب مخالفات".
وكشفت صحيفة "ماركا" عن هوية عشرة من هؤلاء الأعضاء المتسللين إلى الجمعية العمومية ومنهم عدد من الأعضاء الذين لم يحصلوا على عضوية النادي للمدة الكافية اللازمة لينالوا عضوية الجمعية العمومية وبعضهم من غير الأعضاء على الإطلاق.
وما ضاعف من حجم الفضيحة ووقعها على مشجعي النادي أن أحد المتسللين العشرة من الأعضاء في نادي أتليتكو مدريد المنافس لريال.
وأصبح ريال مدريد مقرا لعدم الاستقرار ومثالا للفوضى في السنوات القليلة الماضية حيث اضطر أربعة رؤساء للنادي إلى التنحي تحت الضغوط على مدار آخر 14 عاما.