العالم يتأهب لانطلاق المونديال الافريقي
تشهد المجموعة الرابعة في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها غانا من 20 كانون الثاني/يناير إلى 10 شباط/فبراير المقبل، منافسة كبيرة وصراعاً محتدماً بين منتخبات المجموعة وهي تونس والسنغال وجنوب أفريقيا وأنغولا.
وتتميز هذه المجموعة تحديداً بتقارب مستويات المنتخبات المشاركة إلى حد كبير، إضافة إلى وجود طموح قوي لهذه المنتخبات للذهاب بعيداً في البطولة والمنافسة على لقبها، فالمنتخب التونسي هو بطل البطولة قبل الماضية، ويأمل في أن يستعيد بريقه في البطولة الحالية، والمنتخب السنغالي، كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمباراة النهائية في البطولة الماضية، كما أنه وصيف بطولة عام 2002.
ويدخل منتخب جنوب أفريقيا نهائيات البطولة أملاً في تقديم عروض طيبه يستهل بها مشواره الطويل للاستعداد لمونديال 2010 الذي سيستضيفه على أرضه، أما المنتخب الأنغولي، فهو من القوى الجديدة الصاعدة في الكرة الأفريقية، فقد تأهل لنهائيات كأس العالم الماضية، كما أنه تأهل للمرة الثانية على التوالي لنهائيات الأمم الأفريقية، وهو مرشح بقوة ليكون الحصان الأسود في البطولة
السنغال تطمح للقب الأول
رغم فشل المنتخب السنغالي على مدار تاريخه في الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ورغم أنه لم يشارك الفريق في النهائيات سوى عشر مرات سابقة ولكنه نجح في ترك بصمة رائعة في البطولة وعلى الساحة الأفريقية بشكل عام خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
ورغم البداية القوية للفريق في أول مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية عندما صعد الفريق للمربع الذهبي في بطولة عام 1965 بتونس جاءت مشاركاته التالية دون المستوى وعلى فترات متقطعة حيث خرج من الدور الأول للبطولة عامي 1968 و1986 في مشاركتيه الوحيدتين على مدار نحو 25 عاماً.
ثم شهدت نتائج الفريق في البطولة طفرة مفاجئة مع بداية التسعينيات من القرن الماضي حيث وصل لدور الأربعة عام 1990 ولدور الثمانية عامي 1992 و1994 ولكنه غاب عن البطولتين التاليتين.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين بدأت الطفرة الحقيقية لكرة القدم السنغالية فأصبح الفريق عنصراًَ دائماً في البطولة منذ عام 2000 وحتى الآن ووصل لدور الثمانية في بطولتي 2000 و2004 وللدور قبل النهائي في البطولة الماضية بمصر 2006 .
والحقيقة أن المنتخب السنغالي الذي احتل المركز الثاني في بطولة عام 2002 بعد الهزيمة بصعوبة بالغة وبضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية أمام أسود الكاميرون كان قريباً للغاية من الوصول للمباراة النهائية في البطولة الماضية ولكنه خسر بصعوبة بالغة وبهدف قاتل في اللحظات الأخيرة من المباراة أمام المنتخب المصري صاحب الأرض.
ونجح المنتخب السنغالي بخلاف تفوقه على الساحة الأفريقية في السنوات القليلة التي مرت من القرن الحالي في ترك بصمة رائعة له على المستوى العالمي من خلال مشاركته الوحيدة في بطولات كأس العالم حيث صعد الفريق لدور الثمانية في بطولة عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وعادل بذلك المنتخب السنغالي إنجاز نظيره الكاميروني الذي صعد لدور الثمانية أيضاً في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ولم يجد المنتخب السنغالي صعوبة كبيرة في التأهل للنهائيات حيث اعتلى قمة المجموعة السابعة في التصفيات برصيد 11 نقطة وبفارق نقطتين أمام منتخب موزمبيق صاحب المركز الثاني في المجموعة.
وخلال مسيرته بالتصفيات حقق المنتخب السنغالي الفوز في ثلاث مباريات على موزمبيق 2 - صفر وتنزانيا 4 - صفر وبوركينا فاسو 5 - 1 وجميعها كانت على ملعبه في حين فشل الفريق في تحقيق أي فوز في التصفيات خارج ملعبه فتعادل مع تنزانيا 1 - 1 وموزمبيق سلبياً بينما كانت خسارته الوحيدة أمام بوركينا فاسو صفر - 1 .
ورغم ذلك يخوض المنتخب السنغالي النهائيات في غانا وهو أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب الأفريقي ولذلك يرفع أسود تيرانغا كما يلقب الفريق شعار "التحدي" في هذه البطولة خاصة مع تألق المحترفين السنغاليين في العديد من الأندية الأوروبية وهم العناصر التي يعتمد عليها البولندي هنري كاسبرزاك المدير الفني للفريق.
ومازال بين صفوف الفريق العديد من لاعبي الجيل الذهبي للمنتخب السنغالي الذي وصل لنهائي كأس أفريقيا 2002 ولدور الثمانية في كأس العالم في نفس العام حيث يعتمد كاسبرزاك صاحب الخبرة الكبيرة بالتدريب في أفريقيا على خبرة هؤلاء اللاعبين في قيادة الفريق للفوز باللقب.
ومنذ رحيل المدرب الفرنسي برونو ميتسو صاحب إنجازي 2002 مع المنتخب السنغالي للعمل في التدريب بالأندية والمنتخبات الخليجية لم يحقق الفريق النتائج المرجوة منه.
ولكن مع ترك المدرب الفرنسي الآخر ستيفن لمهمة تدريب الفريق وتولي كاسبرزاك هذه المهمة يأمل أسود تيرانغا في تغير الأوضاع في البطولة القادمة لما يتمتع به كاسبرزاك من خبرة هائلة بالكرة الأفريقية حيث قاد من قبل منتخبات تونس والمغرب وكوت ديفوار في النهائيات.
ويبدو صعود المنتخب السنغالي من المجموعة الرابعة الصعبة التي تضم معه منتخبات تونس وجنوب أفريقيا وأنغولا مؤشراً على قدرة الفريق على تحقيق انتصارات أكبر والوصول للمباراة النهائية وربما الفوز باللقب.
جنوب أفريقيا تسعى لاستعادة هيبتها
تملك جنوب أفريقيا فرصة ذهبية لتلميع صورتها قبل استضافتها نهائيات كأس العالم عام 2010 عندما تشارك في البطولة.
ودأبت جنوب أفريقيا على المشاركة في بطولة أمم أفريقيا منذ البطولة التي استضافتها عام 1996 وهي دائماً مرشحة لإحراز اللقب بيد أن مستواها تراجع في الأعوام الأربعة الأخيرة حيث فشلت في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006 وكانت قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن العرس القاري في مصر علماً بأنها ودعت النهائيات من الدور الأول.
وأدت النتائج المخيبة إلى التعاقد مع مدرب منتخب "السامبا" السابق كارلوس البرتو باريرا مباشرة بعد استقالة الأخير من منصبه مع أبطال العالم 5 مرات بعد إخفاق مونديال ألمانيا.
وأبدى الاتحاد الجنوب أفريقي رغبته في التعاقد مع باريرا عقب خروج البرازيل من الدور ربع النهائي لمونديال ألمانيا بخسارتها أمام فرنسا.
وسيكون منتخب جنوب أفريقيا السادس الذي يشرف عليه باريرا بعد أن شارك في 5 كؤوس عالم مع منتخبات البرازيل (1994 حين أحرز اللقب و2006) والكويت (1982) والإمارات (1990) والسعودية (1998)، وأشرف على أندية كثيرة منها فلومينيزي البرازيلي وفالنسيا الإسباني وفنربخشة التركي ونيويورك متروستارز الأميركي.
ورغم التعاقد مع باريرا فإن نتائج المنتخب الجنوب أفريقي لم ترق إلى مستوى التطلعات وهو حجز بطاقته إلى النهائيات بصعوبة وبين المنتخبات صاحبة أفضل مركز ثان بعدما انتزعت زامبيا صدارة المجموعة بفوزها على جنوب أفريقيا 3-1 في عقر دار الأخيرة في الجولة السادسة الأخيرة.
وشدد باريرا على أن المنتخب الجنوب أفريقي في طريقه إلى استعادة قوته حيث صرح قائلاً :"إن ما نحتاج إليه هو مزيد من الوقت للوقوف على جميع مكامن الضعف وترميمها قبل العرسين القاري والعالمي، لقد بعثت مخططي إلى الاتحاد الجنوب أفريقي، يجب أن نجرب أكبر عدد من اللاعبين في عامي 2007 و2008، ونركز على تشكيل المنتخب عامي 2009 و2010".
وأضاف "يجب أن نكون واقعيين، سنواجه مشاكل كثيرة، أنها استعدادات تدريجية تبدأ بكأس أمم أفريقيا 2008 وكأس القارات عام 2009، نحن لا زلنا في بداية مهمتنا".
والأكيد أن مهمة جنوب أفريقيا لن تكون سهلة بوجودها في مجموعة قوية تضم 3 منتخبات شاركت في كأس العالم وهي تونس وأنغولا والسنغال.
وكانت جنوب أفريقيا وقعت في مجموعة واحدة مع تونس في الدورة الأخيرة في مصر وخسرت أمامها صفر-2، وهي ستحاول استغلال تراجع مستوى المنتخبين السنغالي والتونسي في الآونة الأخيرة لتحقيق الفوز وبلوغ الدور الثاني على الأقل.
وتخوض جنوب أفريقيا النهائيات في غياب نجمها وهدافها مهاجم بلاكبيرن روفرز الإنكليزي بينيديكث ماكارثي، الذي كان ظاهرة البطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو عندما توج هدافاً للدورة برصيد 7 أهداف بالتساوي مع المصري حسام حسن لكنه تفوق على الأخير باختياره أفضل لاعب فيها، لعدم استدعائه من قبل المدرب باريرا علماً بأن ماكارثي كان قد أعلن في السابق مقاطعته المنتخب الجنوب أفريقي.
وتوقع باريرا إنهاء ماكارثي مقاطعته للعب على الصعيد الدولي والعودة إلى تمثيل بلاده في الاستحقاقات المقبلة.
ويقدم ماكارثي الذي يرفض الدفاع عن ألوان جنوب أفريقيا منذ عام 2005، مستوى مميز مع فريقه بلاكبيرن روفرز في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وأشار باريرا إلى أن كثيرين في جنوب أفريقيا يتطلعون لعودة ماكارثي البالغ 29 عاماً إلى تشكيلة منتخب البلاد المضيفة لنهائيات كأس العالم 2010.
وقال باريرا: "لقد برهن أنه واحد من أفضل مهاجمينا عبر تسجيله الأهداف بغزارة في إنكلترا"، مضيفاً: "قال لنا إنه لا يريدنا أن نأخذه في الحسبان ريثما يثبت نفسه في بلاكبيرن، أنا أراه ضمن صفوف الفريق في المستقبل القريب".
وكان ماكارثي الذي لعب سابقاً مع سلتا فيغو الإسباني واياكس أمستردام الهولندي وبورتو البرتغالي، قد رفض الدفاع عن ألوان منتخب بلاده بعدما توجهت أصابع الاتهام إليه عقب الخروج المخيب من الدور الأول لجنوب أفريقيا من كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها وفازت بلقبها مصر عام 2005.
وهي المرة السابعة على التوالي التي تبلغ فيها جنوب أفريقيا النهائيات القارية منذ عودتها إلى الساحات الرياضية على اختلاف أنواعها بعدما أبعدت لسنوات عدة بسبب سياسة التمييز العنصري التي انتهجتها.
وضربت جنوب أفريقيا بقوة في أول مشاركة لها حيث توجت بطلة لكأس أمم أفريقيا العشرين التي استضافتها عام 1996، ثم بلغت المباراة النهائية للبطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو 1998، وحلت ثالثة في نهائيات الدورة الثانية والعشرين في نيجيريا وغانا معاً، وحجزت بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1998 و2002.
وخاضت جنوب أفريقيا حتى الآن 28 مباراة فازت في 13 وتعادلت في 7 مباريات وخسرت 8 مباريات سجلت 34 هدفاً ودخل مرماها 27 هدفاً.
لومير وتحدي رد الاعتبار
وتعتبر النسخة السادسة والعشرون من نهائيات كأس الأمم الأفريقية بمثابة تحدي بالنسبة إلى مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير لرد الاعتبار إلى الكرة التونسية وقيادتها إلى إحراز اللقب لتعويض خيبة أمل مونديال 2006 ونهائيات مصر في العام ذاته.
ويدرك لومير جيداً أن فشله في تحقيق نتائج في مستوى تطلعات المسؤولين والجماهير، التونسية قد يكلفه منصبه وهو الذي شنت عليه انتقادات لاذعة سواء من وسائل الإعلام المحلية أو الجماهير التونسية بسبب تراجع مستوى المنتخب التونسي وتأهله بصعوبة إلى النهائيات بحلوله ثانياً في تصفيات المجموعة الرابعة خلف السودان، وانتظر نتائج المنتخبات الأخرى صاحبة المركز الثاني في مجموعاتنا لحجز بطاقته باعتباره أحد أفضل 3 منتخبات حلت وصيفة في التصفيات.
ومنذ تعاقده مع الاتحاد التونسي عقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معاً، لم يسلم لومير من الاصطدام بوسائل إعلام المحلية وكانت نهائيات أمم أفريقيا عام 2004 في تونس والتي نال المنتخب التونسي، لقبها السبب في إعادة الأمور إلى نصابها بين الطرفين لكنها سرعان ما عادت إلى نقطة الصفر بعد الخروج من الدور الأول لمونديال ألمانيا.
يذكر أن لومير هو ثالث مدرب فرنسي ينال اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا مع الكاميرون عام 1988 وبيار لوشانتر مع الكاميرون أيضاً عام 2000، كما أن لومير هو أول مدرب ينال لقبين قاريين (بطولة أمم أوروبا مع منتخب بلاده عام 2000 في بلجيكا وهولندا وبطولة أمم أفريقيا عام 2004 مع تونس).
وكان المنتخب التونسي يسعى إلى دخول التاريخ في بطولة أمم أفريقيا في مصر من خلال إحراز اللقب ليصبح رابع منتخب يحتفظ باللقب بعد مصر (1957 و1959) وغانا (1963 و1965) والكاميرون(2000 و2002)، وثاني منتخب يحقق هذا الانجاز منذ رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبا قبل 10 أعوام وذلك بعد الكاميرون، لكن أحلامه تبخرت في الدور ربع النهائي على يد نيجيريا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
وغير المنتخب التونسي جلده كثيراً مقارنة مع تشكيلته التي أبلت البلاء الحسن في السنوات الأخيرة، ويبقى أبرز الغائبين المهاجم المشاكس زياد الجزيري الذي يلعب حالياً مع الكويت الكويتي، إلى جانب حاتم الطرابلسي الذي اعتزل اللعب دولياً وخالد بدرة وعادل الشاذلي بالإضافة إلى علي الزيتوني المصاب.
ويعول لومير كثيراً على لاعبي النجم الساحلي الذي حققوا إنجازاً تاريخياً بتتويجهم أبطالاً لمسابقة دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري حامل اللقب في العامين الأخيرين في مقدمتهم المهاجم الصاعد أمين الشرميطي ورباعي خط الدفاع صابر بن فرج وسيف غزال ومهدي مرياح ورضوان الفالحي.
ويبقى مدافع برمنغهام الإنكليزي راضي الجعايدي الوحيد بين الحرس القديم للمنتخب التونسي سيكون حاضراً في غانا إلى جانب جوهر المناري (نورمبرغ الألماني) وكريم حقي (باير ليفركوزن الألماني).
وتعقد تونس أمالاً كبيرة على دوس سانتوس الذي ساهم بشكل فعال بإحرازها اللقب الأول في تاريخها عندما استضافت النسخة الأخيرة عام 2004 وذلك عندما توج هدافاً للبطولة القارية برصيد أربعة أهداف.
ويكمن سر تألق الكرة التونسية في بروز أنديتها على الصعيد القاري وخصوصاً الثلاثي الترجي والنجم الساحلي والنادي الأفريقي وإلى جانبهم في الأعوام الأخيرة الصفاقسي بطل الدوري العام الماضي وبطل مسابقة دوري أبطال العرب عام 2004.
وتشارك تونس في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، وقد بلغت ربع النهائي في عام 1998 قبل أن تخرج على يد بوركينا فاسو بركلات الترجيح 7-8 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، ثم بلغت نصف النهائي في نيجيريا وغانا عام 2000 قبل أن تخرج بخسارتها أمام الكاميرون صفر-3.
وخاضت تونس حتى الآن 46 مباراة في النهائيات، فازت في 15، تعادلت في 16، وخسرت في 16، سجلت 59 هدفاً ودخل مرماها 57 هدفاً.
أنغولا تسعى لمواصلة نهضتها
تطمح أنغولا إلى مواصلة نهضتها وصعودها القوي في سماء كرة القدم الأفريقية عندما تخوض النهائيات.
وكانت أنغولا فجرت مفاجأة من العيار الثقيل قبل عامين عندما حجزت بطاقتها إلى مونديال ألمانيا على حساب أحد أعرق وأقوى المنتخبات القارية وهو نيجيريا بنجومه أوغوستين اوكوتشا ونوانكوو كانو ويغبيني ياكوبو وسليستين بابايارو وحرمتهم من الحضور في العرس العالمي للمرة الرابعة على التوالي، كما ضمنت تأهلها إلى النهائيات القارية التي أقيمت في مصر للمرة الأولى منذ عام 1996.
ويسعى المنتخب الأنغولي إلى التأكيد بأن طفرته في العامين الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة بل عن جدارة واستحقاق خصوصاً وأنها حجزت بطاقتها إلى نهائيات غانا بتفوق كبير حيث تصدرت المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 4 نقاط أمام اريتريا الثانية.
وتشارك أنغولا في النهائيات القارية للمرة الرابعة بعد أعوام 1996 و1998 و2006 وخرجت خالية الوفاض منها بخروجها من الدور الأول.
ونجح المنتخب الأنغولي الملقب ب"الظبي الأسود" في مبتغى سعى له منذ مشاركته الأولى في النهائيات وهو تحقيق الفوز فكان له ما أراد في مباراته الثالثة الأخيرة في الدور الأول في مصر عندما تغلب على توغو 3-2 بعدما خسر أمام الكاميرون 1-3 وتعادل مع الكونغو الديمقراطية صفر-صفر، وهو في غانا سيحاول تكرار الانجاز ذاته لكن مع التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وإن كان ذلك صعباً كونه سيلاقي منتخبات يملأها الطموح ذاته وتأمل أكثر منه في معانقة الدور الثاني بعد خيبات أمل النسخة الأخيرة وهي تونس والسنغال وجنوب أفريقيا.
وتعول أنغولا في النهائيات على خط هجومها الذي كان الأفضل في التصفيات بتسجيله 16 هدفاً بقيادة نجم الأهلي المصري فلافيو امادو الذي كان صاحب الهدف الوحيد لأنغولا في مونديال ألمانيا 2006.
وتألق امادو في التصفيات القارية لغانا وسجل 5أهداف من أصل 16 لمنتخب بلاده.
واحتفظ مدرب أنغولا لويس اوليفيرا كونسالفيش بالعمود الفقري للمنتخب الذي شارك في المونديال حيث تضم التشكيلة الحالية 15 منهم ويبقى الغائب الأكبر القائد فابريس اكوا.
وخاضت أنغولا 9 مباريات في النهائيات حتى الآن ففازت في واحدة وتعادلت 4 مرات وخسرت في مثلها، وسجلت 13 هدفاً ودخل مرماها 19 هدفاً.
وأما الاتحاد الأنغولي فهو حديث العهد ولم ير النور سوى عام 1979 وانضم إلى الاتحادين الأفريقي والدولي عام 1980.
وتدين الكرة الأنغولية إلى المدرب البرتغالي لاعب الوسط الدولي السابق كارلوس الينيو الذي قاد المنتخب إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه عام 1996، بيد أن المشاركة في النهائيات كانت مخيبة فخسرت أمام مصر 1-2 وأمام جنوب أفريقيا صفر-1 وتعادلت مع الكاميرون 3-3.
وكان السبب الرئيسي في النتائج المخيبة هو أن المنتخب خاض النهائيات بتشكيلة اغلبها من اللاعبين المحترفين في البرتغال عكس المنتخب الذي خاض التصفيات والذي كان مشكلاً من اللاعبين المحليين.
وعادت أنغولا إلى النهائيات للمرة الثانية على التوالي في بوركينا فاسو فتعادلت في مباراتيها الأوليين مع جنوب أفريقيا صفر-صفر وناميبيا 3-3 قبل أن تمن بخسارة مذلة أمام ساحل العاج 2-5 وتودع البطولة.
وبقيت البرتغال الوجهة الأساسية لمدربي أنغولا للبحث عن اللاعبين المحترفين وتعزيز صفوف المنتخب في التصفيات القارية والعالمية، ويعود الفضل إليهم في التأهل إلى مونديال ألمانيا في مقدمتهم فريدي (يونياو ليريا) وحارس المرمى جواو ريكاردو (موريرنزي) والنجم فيغيريدو (فارزيم) الذي تدين إليه أنغولا بهدف التعادل في مرمى نيجيريا 1-1 في كانو والذي كان حاسما في تفوق منتخب بلاده إلى "النسور الممتازة" في المواجهات المباشرة وبالتالي حجز بطاقة النهائيات العالمية.
ولا يتوقف خزان الكرة الأنغولي عند هؤلاء النجوم بل يتعداهم إلى عناصر متألقة في مصر مثل جيلبرتو وفلافيو اللذين قادا الأهلي إلى إحراز لقب بطل مسابقة دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين ونجمي الكويت الكويتي أندريه وماوريتو بالإضافة إلى اللاعبين المحليين.
تشهد المجموعة الرابعة في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها غانا من 20 كانون الثاني/يناير إلى 10 شباط/فبراير المقبل، منافسة كبيرة وصراعاً محتدماً بين منتخبات المجموعة وهي تونس والسنغال وجنوب أفريقيا وأنغولا.
وتتميز هذه المجموعة تحديداً بتقارب مستويات المنتخبات المشاركة إلى حد كبير، إضافة إلى وجود طموح قوي لهذه المنتخبات للذهاب بعيداً في البطولة والمنافسة على لقبها، فالمنتخب التونسي هو بطل البطولة قبل الماضية، ويأمل في أن يستعيد بريقه في البطولة الحالية، والمنتخب السنغالي، كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمباراة النهائية في البطولة الماضية، كما أنه وصيف بطولة عام 2002.
ويدخل منتخب جنوب أفريقيا نهائيات البطولة أملاً في تقديم عروض طيبه يستهل بها مشواره الطويل للاستعداد لمونديال 2010 الذي سيستضيفه على أرضه، أما المنتخب الأنغولي، فهو من القوى الجديدة الصاعدة في الكرة الأفريقية، فقد تأهل لنهائيات كأس العالم الماضية، كما أنه تأهل للمرة الثانية على التوالي لنهائيات الأمم الأفريقية، وهو مرشح بقوة ليكون الحصان الأسود في البطولة
السنغال تطمح للقب الأول
رغم فشل المنتخب السنغالي على مدار تاريخه في الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ورغم أنه لم يشارك الفريق في النهائيات سوى عشر مرات سابقة ولكنه نجح في ترك بصمة رائعة في البطولة وعلى الساحة الأفريقية بشكل عام خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
ورغم البداية القوية للفريق في أول مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية عندما صعد الفريق للمربع الذهبي في بطولة عام 1965 بتونس جاءت مشاركاته التالية دون المستوى وعلى فترات متقطعة حيث خرج من الدور الأول للبطولة عامي 1968 و1986 في مشاركتيه الوحيدتين على مدار نحو 25 عاماً.
ثم شهدت نتائج الفريق في البطولة طفرة مفاجئة مع بداية التسعينيات من القرن الماضي حيث وصل لدور الأربعة عام 1990 ولدور الثمانية عامي 1992 و1994 ولكنه غاب عن البطولتين التاليتين.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين بدأت الطفرة الحقيقية لكرة القدم السنغالية فأصبح الفريق عنصراًَ دائماً في البطولة منذ عام 2000 وحتى الآن ووصل لدور الثمانية في بطولتي 2000 و2004 وللدور قبل النهائي في البطولة الماضية بمصر 2006 .
والحقيقة أن المنتخب السنغالي الذي احتل المركز الثاني في بطولة عام 2002 بعد الهزيمة بصعوبة بالغة وبضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية أمام أسود الكاميرون كان قريباً للغاية من الوصول للمباراة النهائية في البطولة الماضية ولكنه خسر بصعوبة بالغة وبهدف قاتل في اللحظات الأخيرة من المباراة أمام المنتخب المصري صاحب الأرض.
ونجح المنتخب السنغالي بخلاف تفوقه على الساحة الأفريقية في السنوات القليلة التي مرت من القرن الحالي في ترك بصمة رائعة له على المستوى العالمي من خلال مشاركته الوحيدة في بطولات كأس العالم حيث صعد الفريق لدور الثمانية في بطولة عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وعادل بذلك المنتخب السنغالي إنجاز نظيره الكاميروني الذي صعد لدور الثمانية أيضاً في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
ولم يجد المنتخب السنغالي صعوبة كبيرة في التأهل للنهائيات حيث اعتلى قمة المجموعة السابعة في التصفيات برصيد 11 نقطة وبفارق نقطتين أمام منتخب موزمبيق صاحب المركز الثاني في المجموعة.
وخلال مسيرته بالتصفيات حقق المنتخب السنغالي الفوز في ثلاث مباريات على موزمبيق 2 - صفر وتنزانيا 4 - صفر وبوركينا فاسو 5 - 1 وجميعها كانت على ملعبه في حين فشل الفريق في تحقيق أي فوز في التصفيات خارج ملعبه فتعادل مع تنزانيا 1 - 1 وموزمبيق سلبياً بينما كانت خسارته الوحيدة أمام بوركينا فاسو صفر - 1 .
ورغم ذلك يخوض المنتخب السنغالي النهائيات في غانا وهو أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب الأفريقي ولذلك يرفع أسود تيرانغا كما يلقب الفريق شعار "التحدي" في هذه البطولة خاصة مع تألق المحترفين السنغاليين في العديد من الأندية الأوروبية وهم العناصر التي يعتمد عليها البولندي هنري كاسبرزاك المدير الفني للفريق.
ومازال بين صفوف الفريق العديد من لاعبي الجيل الذهبي للمنتخب السنغالي الذي وصل لنهائي كأس أفريقيا 2002 ولدور الثمانية في كأس العالم في نفس العام حيث يعتمد كاسبرزاك صاحب الخبرة الكبيرة بالتدريب في أفريقيا على خبرة هؤلاء اللاعبين في قيادة الفريق للفوز باللقب.
ومنذ رحيل المدرب الفرنسي برونو ميتسو صاحب إنجازي 2002 مع المنتخب السنغالي للعمل في التدريب بالأندية والمنتخبات الخليجية لم يحقق الفريق النتائج المرجوة منه.
ولكن مع ترك المدرب الفرنسي الآخر ستيفن لمهمة تدريب الفريق وتولي كاسبرزاك هذه المهمة يأمل أسود تيرانغا في تغير الأوضاع في البطولة القادمة لما يتمتع به كاسبرزاك من خبرة هائلة بالكرة الأفريقية حيث قاد من قبل منتخبات تونس والمغرب وكوت ديفوار في النهائيات.
ويبدو صعود المنتخب السنغالي من المجموعة الرابعة الصعبة التي تضم معه منتخبات تونس وجنوب أفريقيا وأنغولا مؤشراً على قدرة الفريق على تحقيق انتصارات أكبر والوصول للمباراة النهائية وربما الفوز باللقب.
جنوب أفريقيا تسعى لاستعادة هيبتها
تملك جنوب أفريقيا فرصة ذهبية لتلميع صورتها قبل استضافتها نهائيات كأس العالم عام 2010 عندما تشارك في البطولة.
ودأبت جنوب أفريقيا على المشاركة في بطولة أمم أفريقيا منذ البطولة التي استضافتها عام 1996 وهي دائماً مرشحة لإحراز اللقب بيد أن مستواها تراجع في الأعوام الأربعة الأخيرة حيث فشلت في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006 وكانت قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن العرس القاري في مصر علماً بأنها ودعت النهائيات من الدور الأول.
وأدت النتائج المخيبة إلى التعاقد مع مدرب منتخب "السامبا" السابق كارلوس البرتو باريرا مباشرة بعد استقالة الأخير من منصبه مع أبطال العالم 5 مرات بعد إخفاق مونديال ألمانيا.
وأبدى الاتحاد الجنوب أفريقي رغبته في التعاقد مع باريرا عقب خروج البرازيل من الدور ربع النهائي لمونديال ألمانيا بخسارتها أمام فرنسا.
وسيكون منتخب جنوب أفريقيا السادس الذي يشرف عليه باريرا بعد أن شارك في 5 كؤوس عالم مع منتخبات البرازيل (1994 حين أحرز اللقب و2006) والكويت (1982) والإمارات (1990) والسعودية (1998)، وأشرف على أندية كثيرة منها فلومينيزي البرازيلي وفالنسيا الإسباني وفنربخشة التركي ونيويورك متروستارز الأميركي.
ورغم التعاقد مع باريرا فإن نتائج المنتخب الجنوب أفريقي لم ترق إلى مستوى التطلعات وهو حجز بطاقته إلى النهائيات بصعوبة وبين المنتخبات صاحبة أفضل مركز ثان بعدما انتزعت زامبيا صدارة المجموعة بفوزها على جنوب أفريقيا 3-1 في عقر دار الأخيرة في الجولة السادسة الأخيرة.
وشدد باريرا على أن المنتخب الجنوب أفريقي في طريقه إلى استعادة قوته حيث صرح قائلاً :"إن ما نحتاج إليه هو مزيد من الوقت للوقوف على جميع مكامن الضعف وترميمها قبل العرسين القاري والعالمي، لقد بعثت مخططي إلى الاتحاد الجنوب أفريقي، يجب أن نجرب أكبر عدد من اللاعبين في عامي 2007 و2008، ونركز على تشكيل المنتخب عامي 2009 و2010".
وأضاف "يجب أن نكون واقعيين، سنواجه مشاكل كثيرة، أنها استعدادات تدريجية تبدأ بكأس أمم أفريقيا 2008 وكأس القارات عام 2009، نحن لا زلنا في بداية مهمتنا".
والأكيد أن مهمة جنوب أفريقيا لن تكون سهلة بوجودها في مجموعة قوية تضم 3 منتخبات شاركت في كأس العالم وهي تونس وأنغولا والسنغال.
وكانت جنوب أفريقيا وقعت في مجموعة واحدة مع تونس في الدورة الأخيرة في مصر وخسرت أمامها صفر-2، وهي ستحاول استغلال تراجع مستوى المنتخبين السنغالي والتونسي في الآونة الأخيرة لتحقيق الفوز وبلوغ الدور الثاني على الأقل.
وتخوض جنوب أفريقيا النهائيات في غياب نجمها وهدافها مهاجم بلاكبيرن روفرز الإنكليزي بينيديكث ماكارثي، الذي كان ظاهرة البطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو عندما توج هدافاً للدورة برصيد 7 أهداف بالتساوي مع المصري حسام حسن لكنه تفوق على الأخير باختياره أفضل لاعب فيها، لعدم استدعائه من قبل المدرب باريرا علماً بأن ماكارثي كان قد أعلن في السابق مقاطعته المنتخب الجنوب أفريقي.
وتوقع باريرا إنهاء ماكارثي مقاطعته للعب على الصعيد الدولي والعودة إلى تمثيل بلاده في الاستحقاقات المقبلة.
ويقدم ماكارثي الذي يرفض الدفاع عن ألوان جنوب أفريقيا منذ عام 2005، مستوى مميز مع فريقه بلاكبيرن روفرز في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وأشار باريرا إلى أن كثيرين في جنوب أفريقيا يتطلعون لعودة ماكارثي البالغ 29 عاماً إلى تشكيلة منتخب البلاد المضيفة لنهائيات كأس العالم 2010.
وقال باريرا: "لقد برهن أنه واحد من أفضل مهاجمينا عبر تسجيله الأهداف بغزارة في إنكلترا"، مضيفاً: "قال لنا إنه لا يريدنا أن نأخذه في الحسبان ريثما يثبت نفسه في بلاكبيرن، أنا أراه ضمن صفوف الفريق في المستقبل القريب".
وكان ماكارثي الذي لعب سابقاً مع سلتا فيغو الإسباني واياكس أمستردام الهولندي وبورتو البرتغالي، قد رفض الدفاع عن ألوان منتخب بلاده بعدما توجهت أصابع الاتهام إليه عقب الخروج المخيب من الدور الأول لجنوب أفريقيا من كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها وفازت بلقبها مصر عام 2005.
وهي المرة السابعة على التوالي التي تبلغ فيها جنوب أفريقيا النهائيات القارية منذ عودتها إلى الساحات الرياضية على اختلاف أنواعها بعدما أبعدت لسنوات عدة بسبب سياسة التمييز العنصري التي انتهجتها.
وضربت جنوب أفريقيا بقوة في أول مشاركة لها حيث توجت بطلة لكأس أمم أفريقيا العشرين التي استضافتها عام 1996، ثم بلغت المباراة النهائية للبطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو 1998، وحلت ثالثة في نهائيات الدورة الثانية والعشرين في نيجيريا وغانا معاً، وحجزت بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1998 و2002.
وخاضت جنوب أفريقيا حتى الآن 28 مباراة فازت في 13 وتعادلت في 7 مباريات وخسرت 8 مباريات سجلت 34 هدفاً ودخل مرماها 27 هدفاً.
لومير وتحدي رد الاعتبار
وتعتبر النسخة السادسة والعشرون من نهائيات كأس الأمم الأفريقية بمثابة تحدي بالنسبة إلى مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير لرد الاعتبار إلى الكرة التونسية وقيادتها إلى إحراز اللقب لتعويض خيبة أمل مونديال 2006 ونهائيات مصر في العام ذاته.
ويدرك لومير جيداً أن فشله في تحقيق نتائج في مستوى تطلعات المسؤولين والجماهير، التونسية قد يكلفه منصبه وهو الذي شنت عليه انتقادات لاذعة سواء من وسائل الإعلام المحلية أو الجماهير التونسية بسبب تراجع مستوى المنتخب التونسي وتأهله بصعوبة إلى النهائيات بحلوله ثانياً في تصفيات المجموعة الرابعة خلف السودان، وانتظر نتائج المنتخبات الأخرى صاحبة المركز الثاني في مجموعاتنا لحجز بطاقته باعتباره أحد أفضل 3 منتخبات حلت وصيفة في التصفيات.
ومنذ تعاقده مع الاتحاد التونسي عقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معاً، لم يسلم لومير من الاصطدام بوسائل إعلام المحلية وكانت نهائيات أمم أفريقيا عام 2004 في تونس والتي نال المنتخب التونسي، لقبها السبب في إعادة الأمور إلى نصابها بين الطرفين لكنها سرعان ما عادت إلى نقطة الصفر بعد الخروج من الدور الأول لمونديال ألمانيا.
يذكر أن لومير هو ثالث مدرب فرنسي ينال اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا مع الكاميرون عام 1988 وبيار لوشانتر مع الكاميرون أيضاً عام 2000، كما أن لومير هو أول مدرب ينال لقبين قاريين (بطولة أمم أوروبا مع منتخب بلاده عام 2000 في بلجيكا وهولندا وبطولة أمم أفريقيا عام 2004 مع تونس).
وكان المنتخب التونسي يسعى إلى دخول التاريخ في بطولة أمم أفريقيا في مصر من خلال إحراز اللقب ليصبح رابع منتخب يحتفظ باللقب بعد مصر (1957 و1959) وغانا (1963 و1965) والكاميرون(2000 و2002)، وثاني منتخب يحقق هذا الانجاز منذ رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبا قبل 10 أعوام وذلك بعد الكاميرون، لكن أحلامه تبخرت في الدور ربع النهائي على يد نيجيريا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
وغير المنتخب التونسي جلده كثيراً مقارنة مع تشكيلته التي أبلت البلاء الحسن في السنوات الأخيرة، ويبقى أبرز الغائبين المهاجم المشاكس زياد الجزيري الذي يلعب حالياً مع الكويت الكويتي، إلى جانب حاتم الطرابلسي الذي اعتزل اللعب دولياً وخالد بدرة وعادل الشاذلي بالإضافة إلى علي الزيتوني المصاب.
ويعول لومير كثيراً على لاعبي النجم الساحلي الذي حققوا إنجازاً تاريخياً بتتويجهم أبطالاً لمسابقة دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري حامل اللقب في العامين الأخيرين في مقدمتهم المهاجم الصاعد أمين الشرميطي ورباعي خط الدفاع صابر بن فرج وسيف غزال ومهدي مرياح ورضوان الفالحي.
ويبقى مدافع برمنغهام الإنكليزي راضي الجعايدي الوحيد بين الحرس القديم للمنتخب التونسي سيكون حاضراً في غانا إلى جانب جوهر المناري (نورمبرغ الألماني) وكريم حقي (باير ليفركوزن الألماني).
وتعقد تونس أمالاً كبيرة على دوس سانتوس الذي ساهم بشكل فعال بإحرازها اللقب الأول في تاريخها عندما استضافت النسخة الأخيرة عام 2004 وذلك عندما توج هدافاً للبطولة القارية برصيد أربعة أهداف.
ويكمن سر تألق الكرة التونسية في بروز أنديتها على الصعيد القاري وخصوصاً الثلاثي الترجي والنجم الساحلي والنادي الأفريقي وإلى جانبهم في الأعوام الأخيرة الصفاقسي بطل الدوري العام الماضي وبطل مسابقة دوري أبطال العرب عام 2004.
وتشارك تونس في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، وقد بلغت ربع النهائي في عام 1998 قبل أن تخرج على يد بوركينا فاسو بركلات الترجيح 7-8 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، ثم بلغت نصف النهائي في نيجيريا وغانا عام 2000 قبل أن تخرج بخسارتها أمام الكاميرون صفر-3.
وخاضت تونس حتى الآن 46 مباراة في النهائيات، فازت في 15، تعادلت في 16، وخسرت في 16، سجلت 59 هدفاً ودخل مرماها 57 هدفاً.
أنغولا تسعى لمواصلة نهضتها
تطمح أنغولا إلى مواصلة نهضتها وصعودها القوي في سماء كرة القدم الأفريقية عندما تخوض النهائيات.
وكانت أنغولا فجرت مفاجأة من العيار الثقيل قبل عامين عندما حجزت بطاقتها إلى مونديال ألمانيا على حساب أحد أعرق وأقوى المنتخبات القارية وهو نيجيريا بنجومه أوغوستين اوكوتشا ونوانكوو كانو ويغبيني ياكوبو وسليستين بابايارو وحرمتهم من الحضور في العرس العالمي للمرة الرابعة على التوالي، كما ضمنت تأهلها إلى النهائيات القارية التي أقيمت في مصر للمرة الأولى منذ عام 1996.
ويسعى المنتخب الأنغولي إلى التأكيد بأن طفرته في العامين الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة بل عن جدارة واستحقاق خصوصاً وأنها حجزت بطاقتها إلى نهائيات غانا بتفوق كبير حيث تصدرت المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 4 نقاط أمام اريتريا الثانية.
وتشارك أنغولا في النهائيات القارية للمرة الرابعة بعد أعوام 1996 و1998 و2006 وخرجت خالية الوفاض منها بخروجها من الدور الأول.
ونجح المنتخب الأنغولي الملقب ب"الظبي الأسود" في مبتغى سعى له منذ مشاركته الأولى في النهائيات وهو تحقيق الفوز فكان له ما أراد في مباراته الثالثة الأخيرة في الدور الأول في مصر عندما تغلب على توغو 3-2 بعدما خسر أمام الكاميرون 1-3 وتعادل مع الكونغو الديمقراطية صفر-صفر، وهو في غانا سيحاول تكرار الانجاز ذاته لكن مع التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وإن كان ذلك صعباً كونه سيلاقي منتخبات يملأها الطموح ذاته وتأمل أكثر منه في معانقة الدور الثاني بعد خيبات أمل النسخة الأخيرة وهي تونس والسنغال وجنوب أفريقيا.
وتعول أنغولا في النهائيات على خط هجومها الذي كان الأفضل في التصفيات بتسجيله 16 هدفاً بقيادة نجم الأهلي المصري فلافيو امادو الذي كان صاحب الهدف الوحيد لأنغولا في مونديال ألمانيا 2006.
وتألق امادو في التصفيات القارية لغانا وسجل 5أهداف من أصل 16 لمنتخب بلاده.
واحتفظ مدرب أنغولا لويس اوليفيرا كونسالفيش بالعمود الفقري للمنتخب الذي شارك في المونديال حيث تضم التشكيلة الحالية 15 منهم ويبقى الغائب الأكبر القائد فابريس اكوا.
وخاضت أنغولا 9 مباريات في النهائيات حتى الآن ففازت في واحدة وتعادلت 4 مرات وخسرت في مثلها، وسجلت 13 هدفاً ودخل مرماها 19 هدفاً.
وأما الاتحاد الأنغولي فهو حديث العهد ولم ير النور سوى عام 1979 وانضم إلى الاتحادين الأفريقي والدولي عام 1980.
وتدين الكرة الأنغولية إلى المدرب البرتغالي لاعب الوسط الدولي السابق كارلوس الينيو الذي قاد المنتخب إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه عام 1996، بيد أن المشاركة في النهائيات كانت مخيبة فخسرت أمام مصر 1-2 وأمام جنوب أفريقيا صفر-1 وتعادلت مع الكاميرون 3-3.
وكان السبب الرئيسي في النتائج المخيبة هو أن المنتخب خاض النهائيات بتشكيلة اغلبها من اللاعبين المحترفين في البرتغال عكس المنتخب الذي خاض التصفيات والذي كان مشكلاً من اللاعبين المحليين.
وعادت أنغولا إلى النهائيات للمرة الثانية على التوالي في بوركينا فاسو فتعادلت في مباراتيها الأوليين مع جنوب أفريقيا صفر-صفر وناميبيا 3-3 قبل أن تمن بخسارة مذلة أمام ساحل العاج 2-5 وتودع البطولة.
وبقيت البرتغال الوجهة الأساسية لمدربي أنغولا للبحث عن اللاعبين المحترفين وتعزيز صفوف المنتخب في التصفيات القارية والعالمية، ويعود الفضل إليهم في التأهل إلى مونديال ألمانيا في مقدمتهم فريدي (يونياو ليريا) وحارس المرمى جواو ريكاردو (موريرنزي) والنجم فيغيريدو (فارزيم) الذي تدين إليه أنغولا بهدف التعادل في مرمى نيجيريا 1-1 في كانو والذي كان حاسما في تفوق منتخب بلاده إلى "النسور الممتازة" في المواجهات المباشرة وبالتالي حجز بطاقة النهائيات العالمية.
ولا يتوقف خزان الكرة الأنغولي عند هؤلاء النجوم بل يتعداهم إلى عناصر متألقة في مصر مثل جيلبرتو وفلافيو اللذين قادا الأهلي إلى إحراز لقب بطل مسابقة دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين ونجمي الكويت الكويتي أندريه وماوريتو بالإضافة إلى اللاعبين المحليين.