نائب رئيس بعثة فلسطين للأسياد عمر غرابلي يضع اصبعه على الجرح
القدس- وكالة بال سبورت/ اسدلت الستار مساء يوم الجمعة عن دورة الألعاب الأسيوية ( الدوحة 2006)، وكما كان حفل الأفتتاح ممتعا ومميزا كذلك كان حفل الختام، وبعد عودة البعثة الفلسطينية المشاركة في هذه الدورة الى فلسطين، دون تحقيق اية نتائج تذكر كما كان متوقعا، التقت وكالة بال سبورت مع نائب رئيس البعثة الأدارية رئيس الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال عمر غرابلي، الذي تحدث بوضوح وشفافية عن المشاركة الفلسطينية في هذا المحفل، وركز في الحديث عن كيفية المشاركة الفلسطينية في المحافل القادمة، لكي نطوي هذه المشاركة والتي يعتبرها بكافة المقاييس ناجحة بعيدا عن الميداليات بل قريبا من النتائج والأرقام التي تم تحسينها عن مرات سابقة، فيما يشير غرابلي ان معظم الاتحادات المشاركة قالت قبل السفر انها لا تملك مقومات الفوز، ولن تعود بالذهب والفضة والبرونز، ولكن هي مجبرة على المشاركة في مثل هذا المحفل وألا تشطب عضويتها من قبل الاتحاد الأسيوي للعبة، ومشاركتها هنا تخولها بالدخول للأولمبياد، وأيضا وقبل كل شيئ قلنا نحن ذاهبون للمشاركة لأكتساب الخبرة والمعرفة والأحتكاك وأكتشاف الأمكانات الرياضية القريبة منا.
ويضيف غرابلي اننا بحق لم نحقق اية ميداليات في هذه الدورة وهناك ايضا الكثير من الدول الأسيوية والعربية المشاركة والتي لها حدود وسيادة وأمكانات مادية لم تحقق اية ميدالية تذكر، فلماذا يكون اللوم والهجمة على الاتحادات وتبدأ المحاسبة والعقاب وكأن هناك تقصير متعمد من الاتحادات بالرغم من غياب الكثير من مقومات عوامل النجاح.
وهنا وفي هذا اللقاء الذي اجرته مع وكالة وشبكة بال سبورت، يطالب الغرابلي بآخذ العبر والنصائح من هذه المشاركة والبناء عليها ، وذلك بأتباع عناصر وبنود تغيب بأستمرار في مشاركاتنا الخارجية ، ويلخصها في نقاط محددة حسب الآتي:
· تأهيل المدربين وصقلهم دوليا وعلميا:
معظم المدربين المشاركين في البعثات الخارجية هم في الأساس لاعبين ثم تطوروا ليصبحوا مدربين محليين، ومن ثم اصبحوا مدربين يرافقون البعثات الخارجية دون وصولهم لمستوى مشاركات خارجية عربية أو قارية، وهذه النقطة هي مسؤولية الجهة التي توفد هؤلاء المدربين وعليها العمل على الحاقهم في دورات تدريبية وصقلهم دوليا، لأنهم يستطيعون تجهيز فريق يشارك في الدوري المحلي ولا يستطيع المشاركة في بطولات خارجية.
صقل اللاعبين المحترفين محليا:
يجب على الاتحادات فيما اذا توفرت لها ميزانيات العمل على أحضار مدربين دوليين ( محليين او عرب او اجانب)، اصحاب خبرة وباع ومتخصصين في مجال لعبتهم تحديدا، وهنا يوجد في فلسطين امثال هؤلاء ويحملون الشهادات العليا من درجة الدكتوراة والماجستير في تخصصات رياضية بحتة مثل كرة السلة وغيرها، وأسوق هنا مثلا الدكتور مؤيد شناعة في جامعة القدس، والدكتور عبد السلام حمارشة، والأستاذ عمر موسى في جامعة بير زيت، والأستاذ كمال شمشوم في جامعة بير زيت، وغيرهم الكثير من اصحاب الشهادات العليا في فلسطين، فلمصلحة من تغييب هذه الكفاءات وعدم استشاراتهم، لاعبينا المحليين بذلوا ويبذلون أقصى ما في وسعهم محليا، لكن نحن بحاجة لمدرب يقودهم نحة الأحتراف الدولي.
· تشكيل لجنة فنية لأختيار اللاعبين:
يجب تشكيل لجنة فنية من قبل اللجنة الاولمبية تتكون من اصحاب الخبرة والشهادات والأطباء والمدربين ، على ان يتم اختيارهم بشكل نزيه ولا ينتمون لأي اتحاد او ناد او جهة لها علاقة مباشرة في اختيار هذا اللاعب او ذاك، وأمثال هؤلاء كثر بيننا، وتتلخص مهمتهم في التأكيد على صحة اختيار اللاعبين من قبل اتحاداتهم وفق معايير خاصة وأهمها البنية الجسمانية والفنية للاعب، وتغلب مصلحة الوطن وسمعته قبل كل شيئ، وتكون أرقام هذا اللاعب الأفضل محليا بعيدا عن التقسيمات الجغرافية المقيتة والمحسوبيات الضيقة، التي أضرت بسمعتنا.
· تكرار نفس المشاركين ( اداريين ولاعبين):
لاحظت في هذه المشاركة وقبلها في دورة الألعاب الأسلامية التي اقيمت في السعودية في العام 2004، تكرار نفس وجوه الرياضيين الفلسطينيين المشاركين في الدورات، بالرغم من أخفاقاتهم في كافة مشاركتهم، ونراهم يشاركون دوما، فهل سيتكرر الحدث نفسه والوجوه نفسها في اولمبياد بكين وقبله وبعده ، ام سنتيح المجال لغيرهم ونأخذ بالعبر، لأن فلسطين ولادة ولدينا من الخامات الرياضية الدفينة الكثير
.
· البعثة الأعلامية:
تلعب البعثة الأعلامية في هذه المشاركات اكثر من نصف الحدث، فهي الناقلة الأمينة للأحداث، وهناك دور كبير في طريقة اختيار الموفد الأعلامي، حيث يجب ان يكون خبيرا في قانون اللعبة والتحكيم والفنيات وما الى ذلك، لكن الذي نراه ان بعض الموفدين الأعلاميين ينتظرون النتائج من أداري الفريق، كما يجب ان يتوفر لدى الأعلامي جهاز كمبيوتر محمول وكاميرا ديجيتال وجهاز اتصال دولي.
· السفارات والجاليات الفلسطينية:
هناك تقصير واضح وملموس في دور السفارات والجاليات الفلسطينية في الخارج في دعم ومؤازرة منتخاباتنا، ففي المدرجات ترى الغياب الواضح للجاليات الفلسطينية رغم عددهم الكبير في هذه البلاد، اما السفراء فلا يلتقون بأعضاء البعثة الا بعد ايام من وصولهم، وتكون زيارة عابرة ، اما المشاركين من الدول الأخرى فترى كادر السفارة والجالية تلازم فريقها وتدعمه وتقدم له كل ما يتطلب منها وهنا القصد معنويا وليس ماديا.
وأخيرا يقول الغرابلي انه لزاما علينا دراسة هذه النقاط الرئيسة والمختصرة، ويطرحها بصفة الناقد لوضع اليد على الجرح ، لأخذ العبر واستخلاصها، ولتحديد بواطن الخلل والتقصير، وليس في حصرها بجهة واحدة.