القائد الكشفي أسامة البابا : على المجموعات الكشفية أن تفتح أبوابها لبعضها البعض، وتقوية علاقة المؤسسة الكشفية مع الأهل
القدس – اعلام جمعية الكشافة- أمل جحجوح/ أسامة الياس البابا، قائد كشفي حاصل على الشارة الخشبية منذ 10 سنوات، ، يسكن مدينة رام الله، متزوج ولديه"3" أولاد، وهم أيضا منخرطون في مجموعة كشافة سرية رام الله الأولى، انتماءه للسرية ،منذ أن كان شبلا ، فهو لم ينقطع عنها، وحاليا هو رئيس المجلس الكشفي فيها .
ينتمي القائد لعائلة كشفية، فجده كان رئيسا لمجلس إدارة الكشاف في سرية رام الله الأولى، ووالدته أيضا واخوته، جميعهم ينتمون الى الحركة الكشفية ، لهذا وغيره ، هو يعمل جاهدا لضم أكبر فئة ممكنة من الشباب والأشبال والزهرات ليكونوا جزءا من كشافة سرية رام الله الأولى.
بداياته الكشفية :
يقول " البابا " تعامل معنا قادتنا الكشفيين بطريقة بناء الانسان، وكيف تبني خادما للمجتمع، وركزوا على الأخلاق ، والآداب العامة، وكان عندما يتركب العضو خطأ كان يتعرض للعقاب ، ومن ثم استثناءه بشكل تام من المجموعة، طبعا (إن كان لديه أثر سلبي على المجموعة) .
كانت العلاقة بين القادة وباقي أفراد المجموعة مبنية على الاحترام، واللجوء إليهم في حل المشكلات، حيث كان الشبل مثلا يحصل على الدعم والاسناد من القادة بشكل مستمر ، وهذا ما نسعى له الآن، رغم الإشكاليات الاجتماعية والتغير المجتمعي الحاصل لدى الشبان في هذا العصر،والعزوف عن الكشاف، الا أننا نسعى لسد تلك الثغرات وبناء علاقة قريبة مع أبناءنا الكشفيين.
وعلى الصعيد الشخصي " والقول للبابا " ولكونهم تربوا على أخلاقيات سليمة، من حيث قانون الكشاف والوعد، فالكشاف صادق وأمين، تربوي، قدوة، محترم ،ويقدم المساعدة لمن يحتاجها، فقد تطور في الكشافة من وقت انتماءه وهو شبل إلى وجوده الآن كمسؤول للمجلس الكشفي لسرية رام الله ،كما انه تلقى العديد من الدورات التدريبية الكشفية داخل فلسطين، وخارجها .
أسباب العزوف عن الكشافة
تطرق القائد لموضوع الانفتاح التكنولوجي وتأثيره السلبي على حياة الناس والكشافة موضع الحديث ، بحيث انه نقلهم نقلة نوعية من حيث العطاء والانتماء، فالوقت الذي يقضونه على أجهزتهم الإلكترونية أصبح الأفضل لديهم، وعززت لديهم الاهتمام بالجانب الفردي على حساب المجموعة، بالإضافة إلى ضعف تأهيل القادة من الناحية الصحية، الجسدية، الاجتماعية، والرياضية، فإن لم يكن القائد ملم بالحدود الدنيا لمتطلبات القيادة الكشفية، لا يستطيع أن يتقدم، ويعجز عن اعطاء الاخرين .
ومن هنا يعمل "البابا " على جذب شريحة الشباب للمشاركة بالنشاطات التي تهتم بالأخلاقيات وتطوير المجتمع وفهم مبادئ الكشاف، وتنويع الفعاليات حتى يجذب الكشاف للحضور ، ان كان على المستوى المحلي أو المستوى الدولي، وهذا من تسعى له في سرية رام الله بدمج كشافنا مع من يحيطهم من أقرانهم في الكشافة العالمية .
نشاطات المجموعة:
كما وتحدث " البابا " عن نشاطات مجموعة السرية قائلا: نحن ندرس في مشروع عن طريق فرقة الباند الموجودة داخل مجموعة سرية رام الله الأولى، بعزف السلام الوطني لكل السفارات الأجنبية الموجودة في بلادنا، بهدف تنشيط الشباب، وبناء علاقتنا ككشافة مع كل تلك الدول.
وأيضا لدينا علاقات خارجية مع الكشاف، مثل مجموعة إيرلندا التي تأتي وتشاركنا احتفالنا بسبت النور، ومجموعات من قطاع غزة تشارك أيضا في الاحتفالات التي تقام لدينا.
كل تلك المشاريع تحتاج إلى الدعم المادي لتنشيط شريحة الشباب والكشاف الفلسطيني، حيث أيضا تغيير النظام الكشفي الموجود بطريقة تنشط علاقاتنا الخارجية مع الآخرين لكسب المعرفة وتبادل الخبرات الكشفية مع الدول الخارجية.
ذكريات من الماضي:
يقول : كان للسرية دور عزف السلام الوطني في مؤسسة الشهيد ياسر عرفات والذي يترأسها الأستاذ ناصر القدوة، حيث تمت دعوتنا لاستقبال وفود أجنبية بعزف للسلام الوطني، وكان للسيد القدوة زيارات متكررة لمقر سرية رام الله الأولى، وهذا ما نبحث عنه في بناء علاقة الكشاف بالمجتمع المحيط، ومؤسسات الأمن، والمؤسسات المدنية، حيث أننا مجتمع متكامل.
وعن مجموعة السرية قال : لدينا 800 منتسب كشفي ، نحن نعمل على جمعهم وتأهيلهم كشفيا بطريقة عالية المستوى، لخلق كشاف قادر على التعامل وتبادل المعلومات مع الآخرين ، ولدينا خطة لعمل دورات في الجانب الكشفي شتاء هذا العام، وكذلك عمل نشاطات شتوية تزيد من فرصة خلق علاقة قوية، وابعادهم عن العزوف عن الكشافة، وسيكون هناك قاعة مؤهلة للألعاب الشتوية، لكافة الفئات الكشفية.
ومن حيث آليات الجذب التي خلقتها السرية لجلب منتسبين جدد وتثبيت الموجودين قال :
يمكن ان يمارس الكشاف عندنا العديد من الهوايات بوجود المرافق المؤهلة مثل : السباحة ، الرقص المعاصر، الدبكة، كرة قدم، كرة سلة، ألعاب قتالية.
قادة يعتز بهم:
وعندما سألنا " البابا " عن القادة الذين لا زالوا عالقين في الذاكرة ويعتز بهم ، توقف عن الحديث قليلا... ، ثم قال :
هناك مجموعة قادة، فهو يرى أن تعلم الأخلاقيات والمهارات الكشفية، واللقاءات والحوارات، قد اكتسبها من أكثر من قائد، فكل منهم يحمل ما يميزه " كما قال " مثل: القائد هاني عوض رحمه الله، القائد فائق خوري، القائد توفيق سالم، القائد الدهدار، القائد محمد جميل سوالمة، القائد محفوظ قاحوش ، ويحاول القائد بما يتماشى مع طبيعة المجتمع الجديدة بنقل كل ما تعلمناه للمنتسبين للكشافة.
مقترحات لتوطيد العلاقات الكشفية:
وعن مقترحاته لتوطيد العلاقات بين الكشافة أجاب : علينا تعزيز دورنا كقادة في تعزيز دور الكشاف في المجتمع، وابتكار طرق جديدة لتعليمهم الكشافة، بدمج الجانب النظري والعملي سوية، لخلق حالة من المتعة لديهم، وجذبهم للكشافة، وعلى المجموعات الكشفية أن تفتح أبوابها لبعضها البعض، وتقوية علاقة المؤسسة الكشفية مع الأهل، وأنشطة مشتركة معهم، لتعبئة وقت الفراغ لدى كافة الأطراف بطريقة آمنة.
يصف القائد الكشافة بأنها حركة تربوية، بكل ما تحمله من معنى، وتربية على الصعيد المجتمعي، والنفسي، والجسدي، وإن استطعنا ممارسة الصدق والأمانة في حياتنا اليومية وكل ما يتعلق بالأخلاقيات هذا بحد ذاته انجاز، كيف وأن تكون قائدا ناقلا لتلك الأخلاقيات لغيرك ومحيطك، وهذا ما يصنعه الكشاف، أن يكون قدوة، والكشاف مسؤول عليه أن يكون كالأخطبوط قريب من الجميع، قادر على الوصول والتواصل، وهنا تكمن أهمية الكشافة.