القائد" مروان كنفاني فلسطيني حمى عرين فلسطين ومصر وسوريا

بال سبورت : "
الخليل- كتب فايز نصّار/ ما زال أبناء شعبك تحت الشمس يا غسان ، وما زال المعذبون في المنافي يعضون على المفاتيح بالنواجذ ، وينتظرون العودة إلى حيفا يا أمير الروائيين ، وما زال أخوك مروان يجوب الدنيا صادحاً بعرقه الحيفاوي الأصيل ، مبشراً بمواعيدك الكبرى في ديوان الثورة الكبرى .
ليس صدفة أن يختار الشهيد غسان بشارة العودة من حيفا ، التي كانت قبل النكسة الكبرى منارة الثقافة الفلسطينية ، وموئل المبدعين الكنعانيين في مختلف المجالات .. فحيفا خير شاهد على حبر المعاناة ، المضرج بالدماء ، الذي كتبه غسان ، ومحمود ، وسميح ، وعنوان العهد الكرويّ الفلسطيني ، الذي سطره الزرقا ، ومارديني ، والنجار بقطرات العرق في مخيلة الزمان .
في عروس الكرمل حيفا الفلسطينية نشأ النجم الكبير مروان كنفاني ، الذي عاش الملحمة الفلسطينية الكبرى ، منذ ترك بيته مرغما سنة 1948 ، حتى تألقه في ملاعب الشام ومصر في الخمسينات والستينات ، ليصبح الجنتلمان الفلسطيني نجم الملاعب الأول في بلاد الكنانة ، ويكون خير سفير للجرح الفلسطيني ، بلعبه لمنتخبات فلسطين ، ومصر ، وسوريا ، وبكونه غير المصري الوحيد الذي حمل شارة كابتن الأهلي .
بسرعة هجر أبو الحكم الملاعب ، لأن هناك مهمات أكثر جدوى ، فعاد إلى المواقع النضالية ، وتدرج في العديد من المناصب ، حتى أصبح المستشار السياسي ، للملهم الراحل الكبير ياسر عرفات .
وبعد استشهاد القائد الرمز عاد الكنفاني للاستقرار في القاهرة ، متفرغا للدراسات السياسية الكبرى ، مفضلاً البقاء بعيداً عن قصص الملاعب ، التي طالما عضته بنابها ، تماماً كما رفعته إلى أعلى المستويات .
وعرفت الملاعب مروان كنفاني حارساً متألقاً لمرمى النادي الأهلي ، الذي حمى عرينه بكلّ شجاعة وإقدام ، مرسخاً أقدامه بين خيرة نجوم القلعة الحمراء ، وفارضاً نفسه حارساً لثلاثة منتخبات ، أبدع في الذود عن مرماها ، بكل تفان وإخلاص .
ولأن الحارس الطائر يعرف أكثر من غيره حكاية المجد الفلسطيني في الملاعب ، ها هو يحكي لكم شيئاً من فصولها ، رغم أنّه يحاول منذ اعتزاله البقاء على خطوط التماس ، بعيداً من تداعيات الحبر المباح ، مفضلاً الصمت ، حتى عندما يمسه الآخرون بالأذى .
- اسمي مروان محمد فايز كنفاني " ابو الحكم " من مواليد يافا يوم24/5 / 1938 ، شقيق الشهيد البطل الروائي غسان كنفاني . - كانت بدايتي باللعب خلال فترة طفولتي في شوارع دمشق ، والتحقت بصفوف فريق الأهلى السوري ، الذي كان يطلق عليه اسم " دمشق الأهلى " ، وأصبح يسمى نادي المجد ، لألعب في منتخب مدارس سوريا ، ومنتخب الجامعات ، ومع الجيش السوري خلال أدائي الخدمة الوطنية ، قبل انضمامي لمنتخب سوريا ، الذي لعبت له عدة مباريات . - وفي نادي دمشق الأهلي لعب معي صديق عمري فؤاد أبو غيداء ، الذي لعب معي في الأهلي بعد ذلك ، والنجم إبراهيم المغربي ، الذي لعب بعد ذلك في الأهلي ، وفي بانثينايكوس اليوناني . - وخلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا ، كنا نلعب في مصر ، وكنت أشارك مع فريق جامعة دمشق أمام فريق جامعة القاهرة ، ومع الجيش السوري أمام الجيش الثاني المصري ، حيث كانا وقتها مرتبطين ببعض بحكم الوحدة . - وأشير هنا إلى أنني تلقيت في البداية عرضاً للعب لفريق الزمالك قبل انضمامي للأهلي ، حيث تحدث معي ضابط مصري اسمه محمد عبد الله ينتمي للسرية الرياضية ، كان موجوداً في سوريا ، وذلك خلال التحاقي بالجيش في سوريا ، أيام الوحدة مع مصر، وعرض علي اللعب للزمالك ، ووقتها رحبت بالفكرة ، لأنني كنت أحب اللعب في مصر. - بعد ذلك شاهدني مسؤولو النادي الأهلي في مباريات الجامعة والجيش ، فأعجبوا بقدراتي ، وكان في طليعة المعجبين بي الحارس المعروف عادل هيكل ، وبعد عودتي إلى سوريا سنة 1961 أرسل الأهلي السيد عبد المنعم حسن ، الملقب بـعبده البقال ، فجلس مع والدي ، وفاتحه في إمكانية ضمي للعب مع النادي الأهلي ، ويومها لم يكن لوالدي أي شرط ، إلا مواصلة تعليمي الجامعي ، وفعلاً أكملت دراستي في مصر ، ولعبت للأهلي حتى سنة 1971 . - وفي الأول من نيسان سنة 1961 وصلت القاهرة للعب للأهلي ، الذي كان يومها يمتلك نجوماً اسطوريين ، أمثال صالح سليم ، وفاروق الضظوي ، وطلعت عبدالحميد ، وسعيد أبو النور ، وميمي عبدالحميد ، وميمي الشربيني ، ومحمود الجوهري ، وطه إسماعيل ، وعزت أبو الروس ، وأحمد زايد ، وفاروق تركي ، ومحمود السايس ، وعلوي مطر ....وغيرهم . ـ وكانت رهبة البداية طبيعية ، ولكني لم أشعر بالغربة ، لأن مصر قلب العروبة ، وانضممت للأهلي فور وصولي ، وتدربت مع الفريق في اليوم الثاني ، وشاركت في التقسيمة ، التي كان الأهلي يجريها أسبوعيا يوم الأربعاء ، ولعبت مع الفريق الأبيض ، ولعب عادل هيكل مع الفريق الأحمر .. وشهد يوم الجمعة ظهوري الأول مع الأهلي أمام الأولمبي السكندرى ، حيث فزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، لأشارك بعدها أمام الترسانة ، حيث فزنا بهدف نظيف ، وبعدها لعبت أمام الزمالك ، وخسرنا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، مع التذكير بأنّ البطولات في تلك كانت تقتصر على الدوري والكأس ، ولم يكن هناك منافسات افريقية ، - من يومها بدأت قصتي مع القلعة الحمراء ، فبيني وبين مصر ، والنادي الأهلي قصة حب وعشق ، فمصر هي وطني الثاني ، والأهلي وجمهوره الكبير موضع حبي وعشقي ، لأنني واحد من أبناء الأسرة الأهلاوية المخلصين ، حيث قدمت للأهلي كل ما أستطيع ، وشاركته الفوز بكثير من البطولات والانتصارات . - وضم جيل الستينات الذهبي ، الذى لعبت معه العمالقة صالح سليم ، ورفعت الفناجيلى ، وطه اسماعيل ، والشربيني ، وطارق سليم ، وسعيد أبو النور ، وحسن جبر ، وميمي عبد الحميد ، وطلعت عبد الحميد .. وغيرهم من النجوم ، ومنهم عمالقة حراسة المرمى عادل هيكل ، والروبي ، حيث يتفرد الأهلي دائما بامتلاك أفضل الحراس. - وكان موسم 60/61 بالنسبة لي أفضل في تاريخ كرة القدم الأهلاوية ، حيث جمعنا كلّ البطولات ، التي شاركنا فيها ، وشملت بطولة الدوري العام ، وبطولة كأس مصر ، إضافة إلى الفوز بكأس الوحدة بين مصر وسوريا. - وبعد قصة طويلة في ملاعب سوريا ومصر اعتزلت كرة القدم ، التي أوصلتني لمعرفة كثير من عشاق فلسطين ، وجعلتني أساهم من خلال الملاعب في نشر تداعيات الجرح الفلسطيني ، فتفرغت للعمل الوطني الجاد ، وشاركت في نضال شعبي العظيم من عدة مواقع ، أبرزها العمل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ، كمستشار سياسي ، ومتحدث باسمه لسنوات طويلة ، ثم نجاحي كعضو في أول مجلس تشريعي فلسطيني سنة 1996. - وأعتز بكوني اللاعب الوحيد - غير المصري - الذى حمل شارة الكابتن في الأهلي ، من موسم 69 حتى 71 .. وأعتز أكثر بمشاركاتي الدولية مع منتخبات مصر وسوريا وفلسطين ، حيث كانت اللوائح وقتها تسمح بمشاركة أيّ لاعب لا يحمل جنسية مع أيّ منتخب في المباريات الودية. - وأفتخر بقيادتي منتخب فلسطين في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالقاهرة ، حيث حققنا أفضل النتائج ، فخسرنا بصعوبة أمام منتخب مصر 2/1 ، علماً بانّ المنتخب المصري كان يومها من أفضل منتخبات العالم ، وسبق له احتلال المرتبة الرابعة في أولمبياد طوكيو سنة 1964 ، وبعدها تعادلنا مع العراق ، وفزنا على سوريا ولبنان واليمن ، وخسرنا اللقاء نصف النهائي أمام منتخب السودان ، بنتيجة 2/1 ، علماً بأن منتخب السودان كان من أفضل منتخبات افريقيا يومها . - وضم منتخب فلسطين يومها أربعة لاعبين من الأهلي ، وأربعة لاعبين من الزمالك ، وهذا ما ساهم في انسجام وقوة المنتخب ، ومن نجوم المنتخب يومها صديق عمري فؤاد أبو غيدا ، وفيصل بيبي ، وإبراهيم المغربي ، الذي احترف في باثانياكوس اليوناني ، ونبيل الشامي ، وحسام السمري ، وسميح السمري ، وعبدالقادر شعيب ، الملقب بيليه الصغير ، وعمر الشيخ طه ، وخليل استنبولي ، وكان معنا عدد من اللاعبين من قطاع غزة ، منهم علي أبو حمدة ، واسماعيل المصري ، ومعمر بسيسو ، وخضر قدادة الملقب " بربز " وفايق الحناوي . ـ كما شاركت في عدد كبير من المباريات الودية مع المنتخب المصري ، منها مباراة أمام منتخب استكهولم ، وأخرى أمام المجر ، وشاركت في دورة ودية باندونيسيا ، وشاركت مع منتخب الأهلي والزمالك في مباريات بالعراق ، إضافة إلى عدد من المباريات الأخرى مع منتخب سوريا ، وأشير هنا إلى أنني من اللاعبين القلائل في تاريخ الكرة ، الذين لعبوا لثلاثة منتخبات . - ويبدو انّ أهم شيء كنت أفكر به خلال مسيرتي في الملاعب أنني سأعتزل الكرة يوماً ما ، وكان السؤال الأكثر جدوى : ماذا لو لم أكن متعلمًا بعد نهاية مشواري مع الأهلي وكرة القدم ؟ فكيف سيكون شكل مستقبلي ، خاصة وأنني كنت لا أفكر في العمل في الإدارة أو التدريب بعد الكرة ؟ لذلك ركزت في التعليم ، واتجهت بعد ذلك للمجال السياسي ، والكفاح ما أجل فلسطين ، علماً بأنّ الموائمة بين التدريب ، واللعب لناد كبير كالأهلي كانت مهمة صعبة جداً . - وبعد تخرجي من كلية حقوق جامعة القاهرة عام 1964، التحقت بالعمل في جامعة الدول العربية ، وشاركت في الاجتماعات والمؤتمرات ، وبمرور السنوات اكتسبت خبرة سياسية ، ورافقت الراحل ياسر عرفات سنوات طويلة ، وكنت مقربا منه واختارني مستشاراً سياسياً له . - وبصراحة لم تكن كلّ أيامي وردية في الملاعب ، فتعرضت لحملات صحفية عدة مرات ، وحمّلني البعض مسؤولية توقف الدوري المصري ، بما أثر كثيراً في نفسي ، حيث كنتمصدوماً من ربط اسمى بقرار إيقاف الدوري مرتين ، لأنني كنت بريئاً في الحالتين ، لكن الصحافة تحاملت على بشكل مبالغ فيه .. ووصل الأمر إلى الرئيس الراحل أنور السادات ، الذي طيب خاطري .. وكنت التقيت الرئيس السادات في النادي الأهلي ، لأنه كان يحب الرياضة ، ويدعم الرياضيين ، رغم انشغاله بالتحضير لمعركة استرداد سيناء . - كانت علاقتي بلاعبي الزمالك طيبة ، وبقيت تلك العلاقة بعد اعتزالي ، وأذكر أنني في رمضان منذ سنوات دعوت عدداً من لاعبي الأهلي والزمالك القدامى ، لتناول الإفطار في النادي الأهلي ، وكان منهم الراحل حمادة إمام ، وأبو رجيلة ، ونجم الترسانة الصديق مصطفى رياض ، وتبادلنا الحديث الودي ، وذكريات الماضي الجميل. - وكنت تعرفت على الراحل صالح سليم ، قبل انضمامي للأهلي ، وهو من أكثر الشخصيات التي رحبت بانضمامي ، ودعمني بشكل كبير ، وللأمانة هو قائد يحسن التعامل مع الجميع .. باختصار كان رجلا صارماً ولطيفاً في الوقت نفسه ، ولا أنسى موقفا شخصيا منه قبل مباراة الأزمة في موسم 71 ، عندما قال لي قبل نزول الفريق إلى الملعب : "خلى بالك ، الحكم ناوى عليك النهارده " . - وبدأت معرفتي بالخطيب عندما صحبني صالح سليم ، لحضور أحد تدريبات فريق الأِشبال ، وقال لي : " هتشوف موهبة فذة " ، وفعلاً شاهدت التمرين ، ولمست في الخطيب معالم موهبة غير عادية ، فهو يتحكم في الكرة باحترافية ، وتوقعت أن يكون له شان بين كبار الكرة في مصر والعالم .
- اسمي مروان محمد فايز كنفاني " ابو الحكم " من مواليد يافا يوم24/5 / 1938 ، شقيق الشهيد البطل الروائي غسان كنفاني . - كانت بدايتي باللعب خلال فترة طفولتي في شوارع دمشق ، والتحقت بصفوف فريق الأهلى السوري ، الذي كان يطلق عليه اسم " دمشق الأهلى " ، وأصبح يسمى نادي المجد ، لألعب في منتخب مدارس سوريا ، ومنتخب الجامعات ، ومع الجيش السوري خلال أدائي الخدمة الوطنية ، قبل انضمامي لمنتخب سوريا ، الذي لعبت له عدة مباريات . - وفي نادي دمشق الأهلي لعب معي صديق عمري فؤاد أبو غيداء ، الذي لعب معي في الأهلي بعد ذلك ، والنجم إبراهيم المغربي ، الذي لعب بعد ذلك في الأهلي ، وفي بانثينايكوس اليوناني . - وخلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا ، كنا نلعب في مصر ، وكنت أشارك مع فريق جامعة دمشق أمام فريق جامعة القاهرة ، ومع الجيش السوري أمام الجيش الثاني المصري ، حيث كانا وقتها مرتبطين ببعض بحكم الوحدة . - وأشير هنا إلى أنني تلقيت في البداية عرضاً للعب لفريق الزمالك قبل انضمامي للأهلي ، حيث تحدث معي ضابط مصري اسمه محمد عبد الله ينتمي للسرية الرياضية ، كان موجوداً في سوريا ، وذلك خلال التحاقي بالجيش في سوريا ، أيام الوحدة مع مصر، وعرض علي اللعب للزمالك ، ووقتها رحبت بالفكرة ، لأنني كنت أحب اللعب في مصر. - بعد ذلك شاهدني مسؤولو النادي الأهلي في مباريات الجامعة والجيش ، فأعجبوا بقدراتي ، وكان في طليعة المعجبين بي الحارس المعروف عادل هيكل ، وبعد عودتي إلى سوريا سنة 1961 أرسل الأهلي السيد عبد المنعم حسن ، الملقب بـعبده البقال ، فجلس مع والدي ، وفاتحه في إمكانية ضمي للعب مع النادي الأهلي ، ويومها لم يكن لوالدي أي شرط ، إلا مواصلة تعليمي الجامعي ، وفعلاً أكملت دراستي في مصر ، ولعبت للأهلي حتى سنة 1971 . - وفي الأول من نيسان سنة 1961 وصلت القاهرة للعب للأهلي ، الذي كان يومها يمتلك نجوماً اسطوريين ، أمثال صالح سليم ، وفاروق الضظوي ، وطلعت عبدالحميد ، وسعيد أبو النور ، وميمي عبدالحميد ، وميمي الشربيني ، ومحمود الجوهري ، وطه إسماعيل ، وعزت أبو الروس ، وأحمد زايد ، وفاروق تركي ، ومحمود السايس ، وعلوي مطر ....وغيرهم . ـ وكانت رهبة البداية طبيعية ، ولكني لم أشعر بالغربة ، لأن مصر قلب العروبة ، وانضممت للأهلي فور وصولي ، وتدربت مع الفريق في اليوم الثاني ، وشاركت في التقسيمة ، التي كان الأهلي يجريها أسبوعيا يوم الأربعاء ، ولعبت مع الفريق الأبيض ، ولعب عادل هيكل مع الفريق الأحمر .. وشهد يوم الجمعة ظهوري الأول مع الأهلي أمام الأولمبي السكندرى ، حيث فزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، لأشارك بعدها أمام الترسانة ، حيث فزنا بهدف نظيف ، وبعدها لعبت أمام الزمالك ، وخسرنا بثلاثة أهداف مقابل هدف ، مع التذكير بأنّ البطولات في تلك كانت تقتصر على الدوري والكأس ، ولم يكن هناك منافسات افريقية ، - من يومها بدأت قصتي مع القلعة الحمراء ، فبيني وبين مصر ، والنادي الأهلي قصة حب وعشق ، فمصر هي وطني الثاني ، والأهلي وجمهوره الكبير موضع حبي وعشقي ، لأنني واحد من أبناء الأسرة الأهلاوية المخلصين ، حيث قدمت للأهلي كل ما أستطيع ، وشاركته الفوز بكثير من البطولات والانتصارات . - وضم جيل الستينات الذهبي ، الذى لعبت معه العمالقة صالح سليم ، ورفعت الفناجيلى ، وطه اسماعيل ، والشربيني ، وطارق سليم ، وسعيد أبو النور ، وحسن جبر ، وميمي عبد الحميد ، وطلعت عبد الحميد .. وغيرهم من النجوم ، ومنهم عمالقة حراسة المرمى عادل هيكل ، والروبي ، حيث يتفرد الأهلي دائما بامتلاك أفضل الحراس. - وكان موسم 60/61 بالنسبة لي أفضل في تاريخ كرة القدم الأهلاوية ، حيث جمعنا كلّ البطولات ، التي شاركنا فيها ، وشملت بطولة الدوري العام ، وبطولة كأس مصر ، إضافة إلى الفوز بكأس الوحدة بين مصر وسوريا. - وبعد قصة طويلة في ملاعب سوريا ومصر اعتزلت كرة القدم ، التي أوصلتني لمعرفة كثير من عشاق فلسطين ، وجعلتني أساهم من خلال الملاعب في نشر تداعيات الجرح الفلسطيني ، فتفرغت للعمل الوطني الجاد ، وشاركت في نضال شعبي العظيم من عدة مواقع ، أبرزها العمل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ، كمستشار سياسي ، ومتحدث باسمه لسنوات طويلة ، ثم نجاحي كعضو في أول مجلس تشريعي فلسطيني سنة 1996. - وأعتز بكوني اللاعب الوحيد - غير المصري - الذى حمل شارة الكابتن في الأهلي ، من موسم 69 حتى 71 .. وأعتز أكثر بمشاركاتي الدولية مع منتخبات مصر وسوريا وفلسطين ، حيث كانت اللوائح وقتها تسمح بمشاركة أيّ لاعب لا يحمل جنسية مع أيّ منتخب في المباريات الودية. - وأفتخر بقيادتي منتخب فلسطين في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالقاهرة ، حيث حققنا أفضل النتائج ، فخسرنا بصعوبة أمام منتخب مصر 2/1 ، علماً بانّ المنتخب المصري كان يومها من أفضل منتخبات العالم ، وسبق له احتلال المرتبة الرابعة في أولمبياد طوكيو سنة 1964 ، وبعدها تعادلنا مع العراق ، وفزنا على سوريا ولبنان واليمن ، وخسرنا اللقاء نصف النهائي أمام منتخب السودان ، بنتيجة 2/1 ، علماً بأن منتخب السودان كان من أفضل منتخبات افريقيا يومها . - وضم منتخب فلسطين يومها أربعة لاعبين من الأهلي ، وأربعة لاعبين من الزمالك ، وهذا ما ساهم في انسجام وقوة المنتخب ، ومن نجوم المنتخب يومها صديق عمري فؤاد أبو غيدا ، وفيصل بيبي ، وإبراهيم المغربي ، الذي احترف في باثانياكوس اليوناني ، ونبيل الشامي ، وحسام السمري ، وسميح السمري ، وعبدالقادر شعيب ، الملقب بيليه الصغير ، وعمر الشيخ طه ، وخليل استنبولي ، وكان معنا عدد من اللاعبين من قطاع غزة ، منهم علي أبو حمدة ، واسماعيل المصري ، ومعمر بسيسو ، وخضر قدادة الملقب " بربز " وفايق الحناوي . ـ كما شاركت في عدد كبير من المباريات الودية مع المنتخب المصري ، منها مباراة أمام منتخب استكهولم ، وأخرى أمام المجر ، وشاركت في دورة ودية باندونيسيا ، وشاركت مع منتخب الأهلي والزمالك في مباريات بالعراق ، إضافة إلى عدد من المباريات الأخرى مع منتخب سوريا ، وأشير هنا إلى أنني من اللاعبين القلائل في تاريخ الكرة ، الذين لعبوا لثلاثة منتخبات . - ويبدو انّ أهم شيء كنت أفكر به خلال مسيرتي في الملاعب أنني سأعتزل الكرة يوماً ما ، وكان السؤال الأكثر جدوى : ماذا لو لم أكن متعلمًا بعد نهاية مشواري مع الأهلي وكرة القدم ؟ فكيف سيكون شكل مستقبلي ، خاصة وأنني كنت لا أفكر في العمل في الإدارة أو التدريب بعد الكرة ؟ لذلك ركزت في التعليم ، واتجهت بعد ذلك للمجال السياسي ، والكفاح ما أجل فلسطين ، علماً بأنّ الموائمة بين التدريب ، واللعب لناد كبير كالأهلي كانت مهمة صعبة جداً . - وبعد تخرجي من كلية حقوق جامعة القاهرة عام 1964، التحقت بالعمل في جامعة الدول العربية ، وشاركت في الاجتماعات والمؤتمرات ، وبمرور السنوات اكتسبت خبرة سياسية ، ورافقت الراحل ياسر عرفات سنوات طويلة ، وكنت مقربا منه واختارني مستشاراً سياسياً له . - وبصراحة لم تكن كلّ أيامي وردية في الملاعب ، فتعرضت لحملات صحفية عدة مرات ، وحمّلني البعض مسؤولية توقف الدوري المصري ، بما أثر كثيراً في نفسي ، حيث كنتمصدوماً من ربط اسمى بقرار إيقاف الدوري مرتين ، لأنني كنت بريئاً في الحالتين ، لكن الصحافة تحاملت على بشكل مبالغ فيه .. ووصل الأمر إلى الرئيس الراحل أنور السادات ، الذي طيب خاطري .. وكنت التقيت الرئيس السادات في النادي الأهلي ، لأنه كان يحب الرياضة ، ويدعم الرياضيين ، رغم انشغاله بالتحضير لمعركة استرداد سيناء . - كانت علاقتي بلاعبي الزمالك طيبة ، وبقيت تلك العلاقة بعد اعتزالي ، وأذكر أنني في رمضان منذ سنوات دعوت عدداً من لاعبي الأهلي والزمالك القدامى ، لتناول الإفطار في النادي الأهلي ، وكان منهم الراحل حمادة إمام ، وأبو رجيلة ، ونجم الترسانة الصديق مصطفى رياض ، وتبادلنا الحديث الودي ، وذكريات الماضي الجميل. - وكنت تعرفت على الراحل صالح سليم ، قبل انضمامي للأهلي ، وهو من أكثر الشخصيات التي رحبت بانضمامي ، ودعمني بشكل كبير ، وللأمانة هو قائد يحسن التعامل مع الجميع .. باختصار كان رجلا صارماً ولطيفاً في الوقت نفسه ، ولا أنسى موقفا شخصيا منه قبل مباراة الأزمة في موسم 71 ، عندما قال لي قبل نزول الفريق إلى الملعب : "خلى بالك ، الحكم ناوى عليك النهارده " . - وبدأت معرفتي بالخطيب عندما صحبني صالح سليم ، لحضور أحد تدريبات فريق الأِشبال ، وقال لي : " هتشوف موهبة فذة " ، وفعلاً شاهدت التمرين ، ولمست في الخطيب معالم موهبة غير عادية ، فهو يتحكم في الكرة باحترافية ، وتوقعت أن يكون له شان بين كبار الكرة في مصر والعالم .