مصير كلينسمان معلق بعدما ذاب حلم النهائي

بعد خروج المانيا من الدور نصف النهائي لكأس العالم الثامنة عشرة في كرة القدم التي تستضيفها على ارضها حتى 9 تموز/ يوليو الحالي، بدا الشارع الالماني قلقا حول احتمال عدم استمرار مدرب المنتخب يورغن كلينسمان في منصبه على الرغم من نية الاتحاد المحلي في تجديد عقده لسنتين اضافيتين او اكثر في حال اراد ذلك.
واعترف كلينسمان بانه لا يدري شخصيا ما اذا كان سيستمر في منصبه مدربا للمنتخب ام لا اثر سقوط فريقه امام ايطاليا صفر-2 بعد التمديد في نصف نهائي مونديال 200
مصير غامض
وقال كلينسمان الذي ينتهي عقده مع المنتخب في تموز/يوليو الحالي، "انا شخصيا لا ادري ما اذا كنت سأستمر في منصبي ام لا، فانا بحاجة الى بعض الوقت لاهضم كل ما حصل خلال هذه البطولة وفي السنتين الماضيتين".
وكان كلينسمان تسلم منصبه مدربا للمنتخب في اب/اغسطس عام 2004 خلفا لرودي فولر اثر الخروج المبكر من كأس امم اوروبا في البرتغال لكنه تعرض لانتقادات لاذعة من الصحف المحلية خصوصا في المباريات التجريبية حيث مني المنتخب بخسائر فادحة في بعض الاحيان ابرزها ضد ايطاليا 1-4 في اذار/مارس الماضي، كما سقط امام منتخبات دونه مستوى امثال سلوفاكيا وتركيا.
عروض هجومية
لكن كلينسمان نجح في قيادة منتخب بلاده الى الدور نصف النهائي بعد ان قدم عروضا هجومية رائعة كما ازاح من طريقه منتخب الارجنتين الذي رشحه كثيرون لاحراز اللقب، ليكتسب احترام الجميع على حد سواء.
ويقول كلينسمان في هذا الصدد "لقد بذلت الكثير من الجهود منذ سنتين ولم اكن افكر سوى ببلوغ المباراة النهائية، وبالتالي فانا سعيد لان كثيرين اظهروا اعترافهم واحترامهم لما قمت به خلال هذه الفترة".
واضاف "ساتحدث في موضوع بقائي على رأس الجهاز الفني للمنتخب او عدمه مع زوجتي الاسبوع المقبل"، مشيرا الى ان السنتين الاخيرتين "كانتا مشحونتين".
وكان قيصر الكرة الالمانية فرانتس بكنباور من اول الداعين الى استمرار كلينسمان في منصبه لانه يقوم "بعمل ممتاز"بحسب قوله.
جرأة المدرب
وكان الاتحاد الالماني منح كلينسمان مهلة تنتهي في 16 اب/ اغسطس المقبل للتوقيع على عقد لمدة سنتين ينتهي بعد نهائيات امم اوروبا 2008 المقررة في سويسرا والنمسا وقال رئيس الاتحاد ثيو زفانتسيغر "الاولوية بالنسبة الينا ان يمدد كلينسمان العقد الذي يربطه بالمنتخب".
بيد ان كلينسمان يتذكر جيدا بداياته الصعبة على رأس الجهاز الفني للمنتخب، فهو لم يكن يملك خبرة في مجال التدريب، ولم يتم اختياره مدربا الا بعد ان رفض اربعة مدربين الاشراف عليه وهم اوتمار هيتسفيلد واوتو ريهاغل ولوثار ماتيوس والهولندي غوس هيدينك.
وعندما استلم كلينسمان الاشراف على المنتخب كانت اول جملة اطلقها في المؤتمر الصحافي الذي تلا التوقيع "نريد ان نصبح ابطالا للعالم" في الوقت الذي كان "المانشافت" في الحضيض بعد خروجه المذل من الدور الاول لامم اوروبا عام 2004 في البرتغال، فلقي تصريحه بسمات ساخرة من الصحافيين المحليين.
انتقاد بيكنباور
ووجهت انتقادات عديدة الى كلينسمان بسبب محافظته على منزله في الولايات المتحدة واضطراره الى السفر الى هناك بشكل متكرر لكي يزور زوجته ونجليه.
وحتى بكنباور رئيس اللجنة المنظمة للمونديال انتقده عندما غاب عن اجتماع جمع الاتحاد الدولي (فيفا) مع مدربي المنتخبات ال32 المتأهلة الى النهائيات في اوائل اذار/مارس الماضي، بسبب سفره الى الولايات المتحدة، قبل ان يرضخ لموجة الانتقادات ويعود الى بلاده بعد عدة ايام.
ولجأ كلينسمان الذي سيبلغ 42 عاما في 30 تموز/يوليو الحالي، الى اصلاحات جذرية ضمن مساعيه لقيادة ال"مانشافت" الى لقبه ال"مونديالي"الرابع بعد اعوام 1954 و1974 و1990، زادت من حدة الانتقادات الموجهة اليه.
ليمان البديل
وكان ابرز هذه الاصلاحات اختياره ينز ليمان (ارسنال الانكليزي) كحارس اساسي للمنتخب على حساب عملاق بايرن ميونيخ اوليفر كان، كما طالت هذه الاصلاحات خط الدفاع باحتكامه الى لاعبين شبان كروبرت هوث وفيليب لام واقصاء مخضرمين من طراز كريستيان فورنز.
كما استعان كلينسمان بطبيب نفسي ومعالج فيزيائي خاصين من خارج كادر الاتحاد الالماني.
ونجح كلينسمان في اسكات منتقديه في بطولة القارات التي استضافتها المانيا العام الماضي بحلوله ثالثا بعد البرازيل البطلة ووصيفتها الارجنتين، لكن الخسارة امام ايطاليا 1-4 في مباراة ودية في اذار/مارس الماضي اعادت موجة الانتقادات الى اوجها وطالبت الصحف المحلية مدرب المنتخب بالرحيل لانه غير قادر على ايجاد حل لمشكلة خط الدفاع بعد سنتين من التجارب.
وفي حال عدم استمرار كلينسمان في منصبه، فان الاتحاد المحلي قد يسند المهمة الى مساعده يواكيم لوف الذي اعتبر كلينسمان انه يملك الخبرة الكافية لخلافته وقال "بلا شك، يواكيم لوف يستطيع ان يخلفني في تدريب المنتخب، فهو يملك خبرة كبيرة في مجال التدريب ويتفوق علي من الناحية التكتيكية".
وسبق للوف ان اشرف على تدريب اندية شتوتغارت الالماني وفنربغشه التركي واوستريا فيينا النمسوي قبل ان يعين مساعدا لكلينسمان في اب/اغسطس عام 2004.