توقعت دراسة علمية أجراها د. متين طولان أستاذ الفيزياء بجامعة دورتموند فوز المنتخب الألماني ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا هناك، ويشارك فيها 32 منتخبا يمثلون القارات الست.

وقدم الباحث الأكاديمي الألماني ذو الأصل التركي نتائج دراسته خلال محاضرة حول فيزياء كرة القدم، ألقاها بمبنى بلدية دورتموند قبل انطلاق مباريات المونديال الخميس الماضي.

وبنى طولان توقعه على خلاصة سلسلة من المعادلات الرياضية المعقدة رصد فيها أهداف المباريات الدولية السابقة للمنتخبات المشاركة بالنهائيات الحالية، واستنبط من هذا القوة المتوسطة لكل منتخب على حدة واحتمالات فوزه بلقب البطولة هذا العام.

وجرت الدراسة على مستويين أظهر الأول اعتمادا على دراسة قوة المنتخب وعدد أهدافه، أن البرازيل هي المرشحة الأولي للفوز بالكأس هذا العام بنسبة 15.56% في حين جاءت ألمانيا رابعا بنسبة 10.69% فقط.

وفي المستوى الثاني تبين للدكتور متين أن المنتخبات التي جرت نهائيات كأس العالم السابقة فوق أرضها سجلت في المتوسط هدفا واحدا على الأقل زيادة على أهداف باقي المنتخبات، وأدى إدخال طولان لميزة لعب الأرض مع أصحابها ضمن جوانب دراسته لرفع نسبة احتمالات فوز الألماني باللقب إلى 33.18%.

ورغم أن الدراسة بهذا المستوى كشفت عن احتمالات مرتفعة لفوز ألمانيا بالمونديال الحالي، فإن العالم الفيزيائي لم يرض بهذه النتيجة وواصل إجراء معادلاته الرياضية بمجالي الإحصاء والاحتمالات معتمدا على قيم وشروط جديدة.

وأعلن طولان أن نتائج المعادلات الجديدة رجحت بما لا يدع مجالا للشك فوز ألمانيا، وأوضح أن هذا المنتخب كان بطل المونديال الخامس عام 1954 والعاشر 1974 ثم أعاد تحقيق الفوز بعد ذلك بأربع بطولات 1990.

وأكد معد الدراسة أن إقامة نهائيات كأس العالم في ألمانيا بعد أربع بطولات من نصرها الأخير 1990، له تفسير علمي واحد هو فوزها بلقب بطل مونديال 2006.

وفي تصريح للجزيرة نت قال د. متين إن تأكده من فوز الألماني بالمونديال، دفعه لإعداد غلاف صحيفة بيلد الشعبية الذي سيصدر في التاسع من الشهر القادم بعنوان عريض هو ألمانيا بطلة كأس العالم.

وأشار إلى أن دراسته تميزت بدقتها العلمية وعدم إغفالها في الوقت نفسه قدرة عوامل الحظ والمفاجآت رغم قلتها، على قلب كل التوقعات رأسا على عقب.

وحول الاحتمالات الواردة في الدراسة لتأهل المنتخبين السعودي أو التونسي للمباراة النهائية والفوز بكأسها، قال طولان إن هذه الاحتمالات تقل للأسف عن 1%.

ووجدت دراسة الباحث الفيزيائي هوى واستحسانا لدى شرائح واسعة من المواطنين الألمان المتطلعين بقوة لفوز منتخبهم بالكأس الذهبية.

وفي المقابل أبدى د. بيرند شتراوس أستاذ الطب النفسي الرياضي بجامعة مونستر الألمانية تحفظه على الدراسة وتشككه تجاه فرضياتها ونتائجها، واعتبر أن لعب الأرض مع أصحابها وهم لا وجود له سوى بأذهان اللاعبين ولن يسهم برفع قدراتهم أو مهاراتهم الرياضية.

ودلل شتراوس على رأيه مشيرا إلى أن 53.3% فقط من مباريات الدوري العام الألماني لكرة القدم في الفترة بين 1963- 1998، فازت بها الفرق التي جرت هذه المباريات على أرضها.

كما أشار إلى أن دراسة ميدانية أجرتها جامعات أميركية في تسعينيات القرن الماضي، أثبتت أن لاعبي كرة السلة يلعبون بالملاعب الفارغة بصورة أفضل من لعبهم بالملاعب الممتلئة بالمشجعين.