شريط الأخبار

مع ختام الجولة الرابعة: آوجه الشبه بين الغزلان والجدعان

مع ختام الجولة الرابعة: آوجه الشبه بين الغزلان والجدعان
بال سبورت :  

غزة- كتب محمد العمصي/ "الغزلان" و"الجدعان" ... وجهان لعملة واحدة، التساوي في كل شيء هو ما ميزهما فيما مضى من دوري جوال للمحترفين، تساويا بنتائج الفوز والتعادل والخسارة وحتى النقاط، تساويا في الفرحة والحزن وفي ضعف المناعة وقوة الأداء والنتائج.
عندما دقت ساعة الجولة الرابعة، قرر بلاطة أن يواجه غريمه المكبر بتوازن كبير، أي بمجموعة بشرية لديها ما يؤهلها بدنياً وفنياً وتكتيكياً، لعدم التفريط في أي شبر من المساحات الحساسة، ومرد ذلك أنه تعامل مع المباراة من منطلق ألا يلدغ من "نفسر الجحر مرتين"، إذ إن الخسارة التي مني بها في الجولة المنصرمة أمام الامعري بالثلاثية البيضاء، أصابته بما يشبه الصدمة، وولدت لديه شعوراً بالارتياب والشك، لتكون عودته قوية أمام المكبر وبالثنائية الخالصة.
الظاهرية وبعد كبوة الخسارة من العميد بالهدف اليتيم واجه البيرة بكل استعصاء وتماسك وصلابته القوية ورغبته الملحة في مغادرة رتبة لا يستحقها، بل يستحق الأفضل منها، من اجل ذلك كانت المواجهة أمام البيرة اصطداماً مدوياً أحرق فيها الغزلان الأخضر واليابس بنتيجة قوامها رباعية في شباك البيراوية.
ما من شك فيه أن تموضعات الظاهرية الصحيحة، مكنته من تفعيل نسقه الفني بالشكل الذي يضمن له التحرك بتوازن كبير سواء على مستوى الانتشار، أو على مستوى البناء، أو على مستوى ممارسة الضغط أو حتى على صعيد الارتداد، فشكلت حمولته الفنية العزف الطروب على أنغام البيرة عن جدارة واستحقاق، فيما شكل ضعف المناعة البيراوية ميدانا سهلا لرهوان الغزلان في المساحات الشاسعة ومكنته من تسجيل الأهداف واحداً تلو الآخر.

أوجه الشبه في مسيرة الغزلان والجدعان
لعل حمولة الفريقين تحمل في أحشائها عدة لاعبين من الطراز الرفيع، أصحاب الخبرة والحسم، أصحاب النزعة الهجومية والدفاعية معاً، فكلاهما عمد إلى تحريك آلياته في سبيل تقديم أفضل النتائج ليكونا بين الأربعة الكبار.
البداية كانا فوزا وانتصارا .. ففاز الظاهرية على مركز طولكرم (2/1)، ومثله فعل بلاطة أمام البيرة فحقق الفوز بنفس النتيجة وربما الإجادة والأخطاء، فحصد كلاهما العلامة الكاملة في الجولة الأولى.
ومثلما اتفقا الجدعان والغزلان في الفوز في الجولة الأولى، فقد عاشا فصول القناعة في الجولة الثانية عندما واجها بعضهما البعض في الجولة الثانية، فخرجا بنقطة وحيدة من تعادل ايجابي (1/1) كانت كلمة الفصل بينهما لاعبي الخبرة عاطف أبو بلال للظاهرية مسجل الهدف، وإحسان صادق لاعب الخبرة أيضاً مسجل هدف الجدعان.
الخسارة الأولى في الدوري كانت سمة الجولة الثالثة للفريقين، صحيح أنها لم تكن بنفس النتيجة، لكن الخسارة لها عنوان واحد هو فقد ونزيف النقاط، فخسر الظاهرية من شباب الخليل بالهدف اليتم، وخسر بلاطة من الامعري بثلاثية نظيفة.
العودة إلى سكة الانتصارات سمة رابعة عاش فصولها الغزلان والجدعان، ففاز الظاهرية على البيرة بنتيجة ثقيلة قوامها أربعة أهداف، وفعلها بلاطة بالتغلب على النسور بالهدفين.
إذاً تشابه في الفوز والخسارة والتعادل، انعكس على لائحة الترتيب العام فحصد كل منهما سبع نقاط فقط من انتصارين وتعادل وخسارة، ووقفا إلى جانب بعضهما البعض على لائحة الترتيب العام في المركزين الثالث والرابع ولكن بفارق الأهداف، فالظاهرية سجل في المباريات الأربع سبعة أهداف وبلاطة سجل خمسة أهداف فقط، فيما استقبلت شباك الظاهرية ثلاثة أهداف، في الوقت التي استقبلت شباك الجدعان خمسة أهداف دفعة واحدة.

الجدد يسجلون وأصحاب الخبرة يحسمون
لعل ابرز ما يميز الفريقين شيء تشابها فيه كثيراً، فالجدد وأصحاب التعزيز يسجلون، وأصحاب الخبرة يحسمون، فالظاهرية لديه ثلاثة لاعبين جدد انضموا إليه هذا الموسم ونجحوا بتسجيل الأهداف، فسجلوا ثلاثة أهداف من الأهداف السبعة، فسجل خالد سالم وأمير أبو عرار في شباك مركز طولكرم، وسجل احمد علان في شباك البيرة، فيما أصحاب الخبرة كانوا عامل حسم للظاهرية فسجل نجمه المتوهج وهدافه عاطف أبو بلال ثلاثة أهداف الأول في شباك بلاطة في الجولة الثانية، وهدفان في شباك البيرة ، فيما سجل احمد واكد هدفاً آخر.
الحال نفسه ينطبق على بلاطة، فقد سجل أصحاب التعزيز أمثال إحسان صادق هدفين الأول في شباك البيرة والثاني في شباك الظاهرية، وسجل عمر أردنية الهدف أول في البيرة وهدفا ثانيا في شباك المكبر، فيما كان لاعب الخبرة وهداف الفريق عبد الحميد حاضراً بتسجيله الهدف الأول له في شباك المكبر في الأسبوع الرابع من الدوري.
ولعل اللافت للنظر أن اللعب النظيف كان حاضراً في مسيرة الفريقين طوال الجولات الأربع فلم يحصل الفريقان سوى على حالة طرد واحدة الأولى كانت من نصيب اللاعب بكري البكري "بلاطة"، والثانية كانت من نصيب اللاعب خالد سالم "الظاهرية"، فيما حصل الظاهرية على خمس بطاقات صفراء، وبلاطة على سبع بطاقات صفراء.

الاستقرار بين الخطيب وأبو الطاهر
تبقى هنا الإشارة أن ما يميز أوجه التشابه بين الفريقين في الموسم الحالي هو حالة الاستقرار التي عاشها الجهازان الفنيان للفريقين، حيث نجح خليفة الخطيب بعد النتائج الكبيرة مع الفريق في موسم المحترفين الأول بالمحافظة على موقعه وزيادة رصيد الحب والإخلاص مع اللاعبين، فنجح في ترتيب أوراق الفريق فنياً وإدارياً وانضباطياً وترسيخ حالة الانتماء والحب، فيما الأمر ينطبق على المدرب سعيد أبو الطاهر الذي غير من شكل وثقافة الفريق في الموسم الماضي ويسير على نفس الخطى في الموسم الحالي، وكلاهما قادر على خلق أوجه التميز والانفراد وتحقيق المراد من خلال المنافسة على اللقب في موسم هو الأقوى والأشد وقعاً على الفرق الطامحة للصدارة والأقسى على الفرق الآيلة للسقوط والانهيار

مواضيع قد تهمك