شريط الأخبار

أخطاء فنية وعدم نجاح البزاز سبب خروجنا من المونديال...

أخطاء فنية وعدم نجاح البزاز سبب خروجنا من المونديال...
بال سبورت :  

غزة- كتب أشرف مطر/ حزنت كما حزن كل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات على الخروج المبكر للمنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم البرازيل 2014، بعد أن كُنا نُمني النفس بالتأهل إلى الدور الثالث ودخول دوري المجموعات.
لكن واقع الحال يقول: "قبل أن نغوص في أسباب الخسارة ومسبباتها"، أن عدم التأهل للدور الثالث كان منطقياً وعادلاً لأن المنتخب التايلاندي كان الأفضل ذهاباً وإياباً، وأنه لولا تألق الحارس محمد اشبير في التصدي لركلة الجزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة الأولى، لكانت الأمور انتهت وتلاشت تماماً قبل لقاء الإياب، لكننا مع كل أسف وأقصد هُنا الجهاز الفني بالدرجة الأولى ثم اللاعبين بالدرجة الثانية، لم يستفيدوا من هذا العامل المعنوي وهذا الحافز الذي جدد الآمال بالتأهل على حساب منتخب يدربه مدير فني محنك بقيمة الداهية "تشافير" الذي لم يشك للحظة واحدة في كل التصريحات التي أطلقها قبل وبعد مباراة الذهاب بأن منتخبه لن يتأهل، بل على العكس كان واثقاً في تصريحاته لدرجة أننا كصحافيين ومن باب رفع المعنويات أمام فرسان الوطني أطلقنا على تلك التصريحات أنها جاءت من شخص "مغرور" هدفها بالدرجة الأولى رفع معنويات لاعبيه واستفزاز مشاعرنا بعد الفوز بنتيجة عادية في مباراة الذهاب بهدف مقابل لا شيء، لكن العكس حدث، فقد شاهدنا كيف سيطر التايلانديون على مجريات لقاء الإياب وخاصة في الشوط الأول من المباراة، ورغم الهدف المبكر الذي تلقته الشباك التايلاندية إلا أنه ذلك لم يؤثر عليهم بل استحوذوا تماماً على وسط الميدان وتناقلوا الكرة بكل أريحية حتى تمكنوا في نهاية المطاف من إدراك التعادل.

لماذا خرج الوطني من التصفيات؟
لماذا خرج المنتخب الوطني ولم يتأهل إلى دوري المجموعات رغم أن المنافس كان بالإمكان تجاوزه؟ سؤال مهم، لكن الإجابة على هذا السؤال لابد أن لا تُغيب عنا بأن الكرة الفلسطينية تطورت وبشكل واضح وأن خروج المنتخب الأول وقبله المنتخب الأولمبي كان لأسباب فنية بالدرجة الأولى، ونقص في الخبرات لدى بعض اللاعبين، وغياب ثقافة الملعب البيتي ومدى تأثيره على الضيوف وهذا ما لم نلمسه في اللقاءات الأربعة البيتية للمنتخبين الأول والأولمبي.
في البداية لابد أن نؤكد أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الكابتن موسى بزاز فشل في إدارة مباراة الإياب، وهذه الحقيقة المُرة التي لابد أن نُصارح أنفسنا بها، لا أن نعلق كل ما حدث على شماعة اللاعبين، فهنالك مدير فني يدير العملية من خارج الخطوط ويفترض أنه من يضع اللاعبين ويوزعهم داخل الميدان، ولعل أول أسباب الخروج من وجهة نظري المتواضعة تكمن في فشل الجهاز الفني في الوقوف على تشكيل مناسب لهاتين المباراتين والإفراط الزائد في عملية تغيير اللاعبين والمراكز، وأيضاً أسلوب اللعب واعتماد طريقة 4/5/1 التي قُلنا أنها مقبولة في اللقاءات الخارجية، لكنها عقيمة في اللقاءات البيتية كوننا مطالبين بتسجيل الأهداف.

فشل في اختيار التشكيل المناسب
ولو أجرينا مقارنة بسيطة على اللاعبين المشاركين في مباراتي الذهاب والإياب، لعرفنا أن الجهاز الفني كان مشتت الفكر، بدليل أنه أشرك 17 لاعباً في غضون خمسة أيام وهذا عدد كبير، حيث كان يفترض على الجهاز الفني أن يكون وصل إلى أفضل تشكيل وأن تكون التغييرات في حدود ضيقة للغاية نظراً لضيق الفترة ما بين مباراتي الذهاب وليس العكس.
فلو عدنا إلى أرشيف مباراة الذهاب لاكتشفنا أن الجهاز استبعد خمسة لاعبين ممن شاركوا في مباراة الذهاب عن لقاء الإياب، حيث خرج ماجد أبو سيدو ومحمد سمارة وعاطف أبو بلال ومراد إسماعيل من التشكيلة الأساسية التي بدأت المباراة، وخرج حسام أبو صالح من الحسابات نهائياً بعد أن كان على مقاعد البدلاء في المباراة الأولى، وفي مباراة الإياب تم الدفع باللاعبين أحمد حربي وأشرف نعمان وفهد العتال منذ البداية وسليمان العبيد في الشوط الثاني وهؤلاء لم يشاركوا في الذهاب، وهذا يعني أن الجهاز الفني لم يكن قد وصل حتى موعد المباراة إلى التشكيل المناسب وهذه كارثة، وسيناريو مكرر لما حدث من قبل مع الكابتن عزت حمزة قبل عامين، عندما فشل هو الآخر في وضع تشكيل يستطيع أن يحقق له الفوز على منتخبي نيبال وقيرغيزستان.

غياب المغامرة الهجومية
أما الأمر المؤسف الآخر الذي ارتكبه الجهاز الفني، بخلاف التغييرات الكثيرة التي أجراها في الخطوط والاستبعاد والاستدعاء، فتكمن في سوء قراءة المباراة وغياب المغامرة الهجومية رغم أن المباراة تقام على أرضنا وأمام جماهيرنا ونعرف ماذا نُريد منها، فهل يعقل أن نكون أنهينا الشوط الأول بالتعادل الايجابي (1/1) ونكون بحاجة إلى فارق هدفين في الشوط الثاني من أجل الصعود ثم يفاجئنا المدير الفني بسحب رأس الحربة الثاني مع مراد عليان فهد العتال وإشراك لاعب الوسط علي الخطيب، وإن اتفقنا مع الجهاز الفني على عدم حضور العتال بالشكل المطلوب لكن على الأقل كان لابد أن يكون التغيير مهاجم بآخر وليس العكس خاصة للحفاظ على الكثافة الهجومية في ظل تواجد أبو غرقود الذي شارك بعد ذلك وخالد سالم وإجبار التايلانديين على البقاء في المناطق الخلفية وقد رينا كيف أن التايلانديين على انتشارهم الجيد في الميدان إلا أنهم سرعان ما يتوترون بمجرد أن ضغط على مرماهم بدليل الهدف الثاني للاعب مراد عليان مع الدقيقة الأخيرة، ثم يزداد توتر الجهاز بسحب العمور أنشط لاعبي الجبهة اليمنى مع أحمد حربي رغم أننا كُنا بحاجة للجهد الهجومي، إذن هي مباراة الأخطاء الفنية بالدرجة الأولى والوداع الحزين.

دروس وعبر للمستقبل
في النهاية لابد أن نؤكد أن منتخبنا في تطور مستمر وأن الأخطاء واردة في عالم كرة القدم والجميع شاهد الأرجنتين وهي تودع على أرضها نهائيات بطولة كوبا أميركا بقيادة اللاعب الفذ ليونيل ميسي وتليها البرازيل بطلة كأس العالم خمس مرات، وبالتالي فإن الخروج من تصفيات المونديال ليس نهاية المطاف، لكن علينا أن نستفيد من تلك الأخطاء مستقبلاً، خاصة أننا أصبحنا قريبين من دول المقدمة في القارة الصفراء، فحتى خروجنا على يد تايلاند كان بفارق هدف واحد، ونفس الأمر حدث مع المنتخب الأولمبي الذي ودع بفارق الأهداف أمام البحرين المصنفة من الخمس الأوائل على صعيد القارة الصفراء لذلك أتمنى على اتحاد الكرة وعلى اللواء جبريل الرجوب، أن يشكل لجنة فنية من أجل تدارس أسباب الخروج بالنسبة للمنتخبين من أجل تفادي تكرار ما حدث مستقبلاً، كما فعل بعد الخروج من تصفيات بطولة كأس التحدي قبل موسمين، خاصة أن الوطني ما زال لديه استحقاقين مهمين في الدورة العربية بقطر في شهر كانون الأول القادم، ونهائيات كأس التحدي التي أسند ملف تنظيمها للنيبال العام القادم، وخيراً فعل اتحاد الكرة عندما أعلن عن تواصل اللقاءات الودية للوطني من خلال لقاء تنزانيا الدولي الودي، لذلك لابد أن نحافظ على الوطني وعلى استمرارية تجمعه الداخلي والخارجي وأعتقد أن اتحاد الكرة ناجح في هذا الشأن.

مواضيع قد تهمك