بيت لحم- تقرير محمد اللحام/ مساء اليوم الاثنين ستكون صالة سرية رام الله على موعد مع اللقاء الذي يتوقع له الإثارة والندية في نهائي دوري السلة الفلسطينية الذي وصل إليه من قدم أفضل ما لديه.
دلاسال القدس سيدخل المباراة منتشياً بفوزه في لقاء الذهاب الذي جرى على ملعب العمل الجمعة.
والسرية ستحاول، بل ستقاتل، في سبيل العودة عبر لقاء الإياب للوصول للمباراة الثالثة والفاصلة.
دلاسال القدس كان مرشحاً منذ بداية الدوري للمنافسة بقوة على اللقب وهو الذي عزز صفوفه بنجم المنتخب الفلسطيني سليم سكاكيني وبنجم المنتخب الأردني السابق موسى بشير ليرتكز الفريق على أفضل ارتكاز مزدوج بفاعلية مفقودة لدى الفرق الأخرى، لتصبح نقطة قوة عظيمة مع وجود بدلاء في الارتكاز يعول عليهم المدرب بطول جيد وناجع يجده عند فادي يغمور والعائد عمار نوفل.
ومن مواطن القوة الناضجة لدلاسال وفرة الموزعين وفي مقدمتهم توفيق ريتشارد صاحب اللياقة الجيدة والعين الثاقبة والتمريرات الحاسمة والأخوان رفيدي على جاهزية لتغطية مكانه مع توفر العقل المدبر حسان عوض.
أما الأجنحة فحدث بلا حرج، من المتألق ايلي نصراوي الذي يلعب برجولة وبدقة ودائم التواجد في هواء ما تحت السلة بدقة تسجيل طيبة في حالة شبه متقاربة مع زميله حازم خطاب.
أما الواثق جداً سري عامر فانه يصنع الفرق دوماً بثلاثيات واختراقات وتمريرات.
وفيما يتعلق بأهم أوراق سرية رام الله فان اسم إبراهيم حبش يقفز للواجهة كنجم متوهج حمل الفريق للنهائي بعد استبعاده من التوقعات بفعل تلقيه أربع خسائر مع انطلاقة الدوري.
إلا انه حقق المفاجأة في لقائه مع إبداع الدهيشة في مباراة فاصلة ساعدته عدم جاهزية إبداع للإصابات والغياب دون الانتقاص من فوزه المستحق وبجدارة، وهو اليوم يلاقي دلاسال بظروف مشابهة نسبيا في ظل إصابة نجمه الشاب أبو قويدر الذي قدم موسماً طيباً جداً وكان من ركائز الفريق وخاصة بثلاثيات جميلة ومتقنة ومشاركته في المباراة مشكوك فيها بعد ان أصيب بالمباراة السابقة.
والمشكلة الثانية أيضا لدى السرية تمثلت بإصابة نجمه مراد ابو لبن الذي خرج من بداية اللقاء السابق مع دلاسال نتيجة الإصابة التي تطارد نجوم السرية منذ أكثر من موسم غاب على أثرها حتى اليوم النجم الخلوق سليم الحصري.
بجانب إبراهيم حبش يظهر جون سعادة بحيوية وتألق وتوغلات وارتقاء وثلاثيات وتمريرات وهو لاعب متكامل وقوي رغم بنيته المتواضعة.
أما النجم الأكثر تطورا في الفريق هذا العام فلا شك انه حسان جدة صاحب الارتداد السريع والسلال الحاسمة والمحبطة للخصم مع إجادة واضحة في فرض الرقابة على النجوم.
والورقة الرابحة أيضا لدى السرية تتمثل في النجم القادم إبراهيم عبد الله صاحب البنية الجسمانية المتينة والقوية مع ارتقاء وتسجيل ومتابعة وقطع كرات مما يعطيه دوراً مميزاً في الملعب وتامر حبش من العناصر الناشئة والسريعة بالرغم من عمره الصغير إلا أن دوره ملموس ومؤثر في الفريق.
مع استعراض ابرز أوراق الفريقين يتضح أن مقاعد البدلاء لدى دلاسال مكتنزة بالبديل المناسب وقد يكون أكثر من بديل على جاهزية بينما تعاني السرية من فقر في مقاعد البدلاء مما سيضاعف من الجهد المطلوب للفرقة الأساسية وهنا ستلعب اللياقة البدنية وقدرة التحمل دوراً حاسماً.
من جهة الإصابات فان دلاسال لا يعاني سوى من إصابة وسام بيطار ويوجد العديد من النجوم الذين يشغلون موقعه مما لا يترك أي فراغ في زاوية الملعب.
بينما السرية في موقف حرج مع إصابة ابو لبن وقويدر.
في حال لعبت السرية "رجل لرجل" قد تغامر في استنفاد الطاقات وتستسلم للإيقاع الذي سيفرضه دلاسال وقد لا تسعفهم اللياقة في الربع الثالث والرابع عن الاستمرار مع خطورة ترك نجوم الدلاسال بدون مراقبة وفتح اللعب مع الاكتفاء بإغلاق المنطقة الدفاعية لان عمالقة الدلاسال سيجدون الحلول عبر الطول.
بالمقابل فان السرية سيستعين أكثر بسرعة لاعبيه وبالثلاثيات كحلول في ظل المعادلة المعقدة نسبياً دون ان نغفل إمكانيات السرية على ملعبها وبين جمهورها مما يعطيها شحنة قوية.
السرية ستكون تحت الضغط لحاجتها للفوز وليس سواه لان الخسارة تعني نهاية الحكاية وتتويج دلاسال بطلاً للدوري وهو الذي سيعمل بكل جهد لاستغلال الموقف المعنوي بعد فوزه بالذهاب واستثمار الفراغات التي قد تسببها الإصابات لدى السرية.
دلاسال مرشح لحسم المباراة في ظل المعطيات والأوراق المكشوفة ولكن الحسم ليس حتمياً فالسرية على ملعبها تقدم الأفضل وقد تحقق فوزاً صعباً ينقلنا إلى بيت لحم حيث المكان المقرر للمباراة الثالثة والحاسمة....ويبقى السؤال مفتوحاً ..هل يفعلها الدلاسال ويحسم الموقعة أم تفرض السرية نفسها في فاصلة لن تبوح بكامل أسرارها إلا مع صافرة النهاية؟؟ ..

هذا ما ستجيب عليه الساعات القادمة.