لقاء الاولمبي الفلسطيني والتايلندي في الميزان

طولكرم- محمد عراقي/ لا حديث للشارع الرياضي الفلسطيني إلا عن مباراة فرسان الاولمبي مع نظيره التايلاندي في إياب تصفيات الدور الأول لاولمبياد لندن التي ستقام يوم الأربعاء الساعة السادسة مساء على استاد الشهيد فيصل الحسيني في الرام .
وتحمل المباراة أهمية بالغة على جميع المستويات الرياضية والوطنية وحتى السياسية فهي الأولى لواحد من منتخباتنا الوطنية في العصر الحديث التي تقام على التراب الفلسطيني وداخل الوطن الجريح والمحتل وهو الأمر الذي كان حلما بالنسبة لنا جميعا لكنه تحقق بجهود المخلصين وعلى رأسهم اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة ورئيس اللجنة الاولمبية الذي بذل ولا يزال مجهودات كبيرة لتثبيت فلسطين على الخارطة الرياضية الدولية.
ماذا نريد من اللقاء
هناك شقان، الأول اداري وهو هام جدا ويتمثل في قدرتنا على تنظيم المباراة وتوابعها ما قبل وبعد على النحو الامثل وبشكل يقنع الاتحاد الآسيوي والفيفا لنواصل اللعب في ملعبنا البيتي وفي هذا الصدد فان اتحاد الكرة ودوائره يبذلون جهدا كبيرا للنجاح في هذا الاختبار الصعب والهام ونحن على ثقة في ذلك .
الشق الفني ويتمثل بالمباراة ووضع منتخبنا وفرصه في الفوز والتأهل وهنا يجب الاشارة الى أن التفاؤل يسود الجميع من جماهير ومسؤولين ولاعبين وجهاز فني لامكانية تخطي خسارة مباراة الذهاب بهدف وحيد وتحقيق نتيجة تاريخية في هذا اليوم التاريخي بحيث يصعد منتخبنا للدور الثاني من التصفيات وهذا بحد ذاته سيكون حدثا وانجازا كبيرا ان تحقق بمشيئة الله .
التهيئة النفسية
هناك مسؤوليات كبيرة على الجهاز الفني لمنتخبنا والمكون من: الكابتن مختار التليلي ومساعديه ان هو تمكن من الحضور من الأردن قبل المباراة او بشخص الكابتن عبد الناصر بركات الذي يقود المنتخب حاليا بصورة مؤقتة بسبب عدم صدور التصريح اللازم للتليلي وقد اشرف بركات على تجهيز لاعبي المنتخب خلال المعسكر التدريبي المغلق الذي انطلق قبل عدة أيام وخاض خلاله منتخبنا مباراة تجريبية أمام ترجي واد النيص كانت مفيدة وناجحة بحسب كلام بركات نفسه.
ويتواصل بركات على مدار الساعة هاتفيا مع التليلي بكل كبيرة وصغيرة بشأن المنتخب ووضعه الفني في هذه الفترة الحاسمة قبل خوض المباراة وسواء تواجد التليلي او بركات على رأس العارضة الفنية فهناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار .
أولها التهيئة النفسية للاعبين وهي مهمة جدا في مثل هذه المناسبات الكبرى وخاصة للاعبينا الذين يخوضون تجاربهم الدولية الاولى فيجب الاعداد الجيد لها وتخفيف الضغط قدر الامكان عن كاهل اللاعبين الذي يعتبرون المباراة بمثابة تحد كبير وهي كذلك لكن لا نريد أن ينقلب الشحن المعنوي والضغط النفسي بالسلب عليهم وهذا وارد جدا.
ملعب الشهيد فيصل الحسيني سيكون ممتلئا عن بكرة أبيه بجماهيرنا الوفية لكن يجب أن يكون ذلك عاملا مساعدا لا ضاغطا على لاعبينا ومن هنا قبل المباراة هناك مسؤولية كبيرة لتهيئة لاعبينا من الجانب النفسي والعصبي حتى يستطيعوا أداء المباراة بالشكل الفني المطلوب وتحقيق النتيجة المرجوة .
الميزان الفني
إذا وضعنا المباراة في الميزان الفني فان منتخب تايلاند يراهن على تقدمه بهدف وعلى خبرة لاعبيه الدولية التي تفوق لاعبينا في امكانية الخروج بالنتيجة المطلوبة للتأهل، لكن منتخبنا أمامه فرصة واحدة هي الفوز لتحقيق هدفه .
وارى ان الجهاز الفني يجب ان يكون درس المنتخب التايلاندي جيدا من خلال مباراة الذهاب ومن ثم يجب عليه أن يضع السيناريو الأقرب للتعامل مع المباراة على الصعيد الفني سواء من حيث اختيار طريقة اللعب المناسبة او التشكيل الأمثل الى جانب القيام بالتغييرات الصحيحة وفي الوقت المناسب، وهناك ضرورة لتقسيم المباراة الى أجزاء بحيث يستطيع منتخبنا التعامل معها على أساس معرفة اللاعبين ووعيهم التكتيكي بشكل الأداء وتغيره من مرحلة الى أخرى حسب وقت المباراة والنتيجة الموجودة وهذا هو صلب عمل الجهاز الفني الذي لن يتوانى في بذل كل مجهود لتحقيق الفوز واسعاد الجميع.
على صعيد الأداء من المهم جدا عدم ارتكاب أية أخطاء دفاعية في معظم الأوقات لان الأداء الدفاعي الصارم والمنضبط هو مفتاح الفوز دائما لأنه يبعث الثقة في جميع خطوط الفريق لكي تتحرر وتنفذ النواحي الهجومية، ومن الضروري عدم الاندفاع الهجومي بشكل مبالغ فيه لكي لا نعطي لاعبي تايلاند المساحات الفارغة التي يريدونها فاللعب بتوازن وهدوء مطلب حيوي للاعبينا وحتى ان ظل التعادل السلبي مسيطرا فبامكاننا أن نسجل في أي وقت وهنا ستتغير المعادلة.
الضربات الثابتة مفتاح مهم يجب على جهازنا الفني التركيز عليه لكي يتم استغلاله وبالنسبة للتشكيل فهناك خيارات جيدة لدى الجهاز الفني لمنتخبنا فيما يتعلق بذلك وخاصة في الشق الهجومي فالعناصر التي خاضت مباراة الذهاب متوفرة جميعا وهناك اضافات جديدة قد تحدث الفارق الهجومي المطلوب والمتمثلة بالثنائي: معاذ مصطفى وعبد الحميد ابو حبيب اضافة للثلاثي محمد الديري وعمر المسارعي ومحمد سدودي الذين يمكنهم صنع خيارات في خطي الدفاع والوسط .
إذا بعد ان لعب منتخبنا بمهاجم وحيد في الذهاب هو خالد جمال هناك عدة خيارات للجهاز الفني لمنتخبنا بالاعتماد على ابو حبيب وهشام علي المحترف في السويد الذي ظهر بشكل جيد في مباراة الذهاب خلف المهاجم المتقدم خالد جمال او معاذ مصطفى او الدفع بالاخير في الشوط الثاني لاستغلال سرعته واختراقاته الخطرة.
ولا ننسى أيضا علي الخطيب وهناك خيار ان يلعب منتخبنا بطريقة 4-2-3-1 بحيث نلعب بأربعة مدافعين على الأغلب سيكونون ابو كويك ونديم البرغوثي وسالم دروبي وثائر قراعين ومحوري ارتكاز هما احمد عبد الله والى جانبه الكوري او فايز عسيلة او ميعاري على ان يكون الشكل الهجومي معتمدا على الثلاثي علي الخطيب وهشام علي وابو حبيب لكي يقوموا باسناد رأس الحربة من العمق والأطراف ورغم وجود خيار لاعبين جدد كما ذكرنا لكن اجراء تغييرات عديدة في التشكيل أمر غير محبذ لتحقيق الثبات والانسجام المطلوب وستكون دكة بدلاء منتخبنا جاهزة وأفضل من مباراة الذهاب وهذا سيكون عاملا مؤثرا في المباراة .
وايا كانت طريقة اللعب والتشكيل فنحن هنا نفكر بصوت عال لكي نطرح بعض الافكار الفنية التي قد تساعد منتخبنا الوطني وجهازه الفني الذي يلقى كل الدعم حاليا من الجميع على أمل تخطي عقبة تايلاند باذن الله وانجاز تأهل تاريخي في يوم تاريخي واستثنائي للكرة الفلسطينية .