الخليل - فايز نصار/ من نافذة دول المجموعة الأوروبية وصل عدد من الرياضيين الجزائريين إلى بلادنا فلسطين ، وحاولوا من مواقعهم المختلفة نقل شيء من التجربة الرياضية الثرية الى الرياضيين الفلسطينيين ، الذين يفتحون قلوبهم بوعي للإفادة من تجارب الأصدقاء والأشقاء .

ويتقدم مدرب منتخبنا الوطني موسى بزاز ، الذي يحمل الجنسية الفرنسية قائمة الجزائريين ، حيث استطاع سليل مدينة قسنطينة العريقة المساهمة في إرساء أسس المنتخب الوطني ... وتضم القائمة بوزيد صحبي ، ابن الصحراء الجزائرية ، الذي يحمل الجنسية البريطانية ، ويعمل مع الصليب الأحمر الدولي .

ومن بين الجزائريين الذين جاءوا إلى فلسطين انتماء لقضيتها ، وحبا لأهلها المدرب ميهوب بوشامة ، الذي يعمل مع هيئة التواجد الدوالي المؤقت بالخليل كمراقب على الأوضاع المعقدة في البلدة القديمة للمدينة العتيقة .

وينحدر المدرب ميهوب من مدينة غليزان في غرب الجزائر ، والتي ولد فيها سنة 1970 ، قبل أن ينتقل إلى عاصمة الغرب وهران التي ترعرع فيها ، ليغادر البلد أواخر الثمانيات ، وينضم إلى فيالق الهجرة في سويسرا ، قبل انتقاله سنة 1993 إلى النرويج حيث لعب كرة القدم في عدة درجات .

ومن احد معاهد النرويج نال بوشامة شهادة التدريب "C " وهي ثاني أعلى درجات التدريب بعد شهادة "D"

ويعمل مدربا لعدد من الأندية من مختلف الدرجات ، خاصة وان شهادته تؤهله لتدريب كل الفرق في أوروبا ، ولكن ميهوب ركز على العمل الطوعي في تدريب الناشئين ، وعمل حكما معتمدا لعدة سنوات .

وقبل ستة أشهر جاء بوشامة إلى فلسطين ، واستغل تواجده في مساعدة أندية المدينة ، حيث كان يشارك في تدريب فرق الشباب والأهلي والجمعية وطارق ، إضافة إلى الفريق النسوي لنادي الكرمل ، وكان خلال التدريبات يقدم الهدايا والعتاد الرياضي للفرق ... ويشكل هذا العتاد هدايا من الاتحاد النرويجي ـ الذي يعمل ميهوب مدربا في صفوفه .

ويؤمن بوشامة بالعمل الطوعي في الرياضة ، لتحسين الأداء ، ونسج العلاقات العامة مع الجميع ، ناهيك عن تزويد المتطوع بخبرة هامة تفيده في مختلف المجالات ، ولذلك - يقول بوشامة- أشارك في تدريب فريق ابني 13 سنة ، وفريق ابنتي عشر سنوات ، مؤكدا أن العمل التطوعي يشكل مدماكا للانجاز الرياضي ، ورافدا هام للفرق الوطنية ، على مختلف الصعد .

ويرى بوشامة ان الرياضة الفلسطينية تستطيع ان تعتمد على اللاعبين الفلسطينيين ، الذين يملكون إمكانيات مهارية عالية جدا ، مطالبا بمزيد من الاهتمام بإعداد الإطارات الفنية في مختلف المجالات ، والاهتمام بفرق المراحل السنية ، التي ستساهم في تقدم ورفعة الرياضة الفلسطينية .

ويبدي ميهوب إعجابه بعدد من الفرق ، منها الامعري والظاهرية ، وواد النيص الذي يعتبره يشكل ظاهرة أبهرته ، وسيحمل عن الواد رسالة الى النرويج ، وعنوان الرسالة يتعلق بالانتماء للنادي ، وتكاتف جهود أبناء البلد لانجاز الصعب .

ولا يملك ميهوب معلومات كافية عن المنتخبات الوطنية ، الا ما زوده به – بلدياته - المدرب موسى بزاز ، الذي أبدى له تفاؤلا غير محدود ، مضيفا انه بدوره متفاؤل بمستقبل الكرة الفلسطينية ، ومؤكدا ان الجماهير الفلسطينية شدت انتباهه ، باهتمامها وتفاعلها مع المباريات ، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد ، مطالبا بمواصلة العمل ، وتحدي العوائق المختلفة .

ويبدي بوشامة إعجابه بالحراك الرياضي الفلسطيني ، بما يعكس نشاطا وهمة وعزيمة قوية من الاتحاد الفلسطيني ، الذي يسعى للنهوض بالكرة الفلسطينية كأداة من أدوات المجتمع ، معبرا عن تقديره للدور الذي يقوم رئيس الاتحاد ، اللواء جبريل الرجوب ، الذي التقاه في عدة مواقع ، وآخرها في حفل تكريم الفرق المتوجه ، بما يساهم في تعزيز الثقة لدى اللاعبين ، ويفتح آفاق التنافس الشريف ، بفضل الحوافز المادية والمعنوية التي يوفرها الاتحاد .

ويثمن بوشامة اهتمام المسئولين الفلسطينيين بالتنمية الرياضية العصرية ، وقد لمح هذا الاهتمام في تواجد دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في حفل تكريم الفرق ، وهذا التشجيع – يضيف بوشامة - قد لا يحصل حتى في الدول الأوروبية .

المهم ان بوشامة حقق حلمه في زيارة فلسطين ، وهو سيغادر نهاية الأسبوع حاملا أحلى الانطباعات عن أهلها الذين أحبهم وأحبوه ، مؤكدا انه سيحاول العودة إلى فلسطين في أقرب فرصة ، واعدا بنقل ما شاهده هنا إلى الأشقاء العرب في الجزائر وفي دول المغرب العربي ، والى الأصدقاء في دول المجموعة الأوروبية .