بيت لحم- لحوار رشا العزة/ حينما عرفتها ملاعب صالات كرة القدم كأول لاعبة فلسطينية متحمسة لاستعراض طاقاتها الرياضية أمام الجمهور كان الاعتقاد أنها ظاهرة وقتية ستأخذ قتها ثم تتلاشى, لكن بإصرارها تمكنت من قيادة مجموعة من زميلاتها ضمن فريق رسمي خاضت به منافسات أول دوري نسوي فلسطيني , وتمكنت في نهايته من حصاد البطولة مع رفيقاتها , ومنذ ذلك الوقت الذي زار فيه جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فلسطين ( 26 أكتوبر 2008) وركل ركلة البداية للدوري النسوي والأضواء مسلطة على كرة القدم النسوية الفلسطينية ونجومها ولاعباتها ... ومن هؤلاء اللاعبات اللواتي رفعن راية الكرة النسوية هني ثلجية التي لعبت فاجادت وقادت المجموعة لكنها اصيبت فكانت تراقب اللعب من خلف الكواليس حتى يكتمل الشفاء، وهنا كان لنا معها هذا الحوار:

تأخرت عن العودة إلى الملاعب .... لماذا ومتى ستعودين؟

تأخرت بسبب الإصابة في الرباط الصليبي وإصابتي لم تكن سهلة ، حرصت جدا أن لا أعود للملعب بدون شفاء تام حتى لا أتأثر مستقبلا وبالأخص إننا نلعب على أرضية صلبة ( الزفتة ) مما يعرضنا للإصابة أكثر ، وهنا أريد أن أتقدم بالشكر الى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي غطى تكاليف العلاج والإقامة في الأردن .

والآن استطيع القول أنني عدت إلى الملاعب بشكل مبدئي حيث أنني احضر وأشارك في كل التدريبات وبعد المعسكر التدريبي في ألمانيا سأكون أقوى بكثير.

هل شعرت بإحباط وأنت مصابة ؟

شعرت بذلك حيث أن الإصابة آلمتني كثيرا مما جعلني افتقد اللعب مع زميلاتي, وعموما بلادنا فلسطين تفتقر لمراكز التأهيل لما بعد الإصابة الرياضية ، إضافة الى أنني بحثت بنفسي عن طبيب مختص يعالجني في الأردن ولم يساعدني احد الوحيد الذي سأل عني هو اللواء الرجوب رئيس الاتحاد وكم كنت أتمنى أن يسأل عني كل من كانوا حولي قبل الإصابة .

موقف العائلة بعد الإصابة ؟

عائلتي دعمتني منذ البداية للعب ولكن بعد الإصابة أصبح هناك تخوف كبير من إصابة أخرى والتي قد تؤدي إلى قطع الرباط الصليبي ويشجعوني الآن للانتقال الى التدريب او الإدارة الرياضية حرصا على صحتي .

هل تشعرين ان تقدمك في العمر يقلل من عطائك في الملعب ؟

لا يوجد عمر يوقف الإنسان عن لعب كرة القدم ولكن هناك أفكارا عندي بان أتولى مهاما إدارية وتدريبية في المستقبل لأبقى مع كرة القدم وعالمها الفسيح.

أتفكرين بالانتقال من اللعب لداء مهام اخرى ؟

نعم وبعد الإصابة أصبحت أفكر أكثر بالانتقال حتى اخرج واترك صورة مميزة أمام جمهوري وشعبي أفكر بالخروج وأنا في قمة عطائي ، سأساعد المنتخب في كل النواحي والاتجاهات فنحن لم نصل إلى ما وصلنا إليه بالساهل ولدي غيرة قوية على مصلحة المنتخب .

حاليا أريد أن اثبت عودتي بعد الإصابة وان الغي فكرة أن الإصابة تنهي اللاعب وبعد أن أحقق هذا الهدف سأفكر بالمرحلة التي تليها والتي قد تكون انتقالية .

ماذا عن عملك في خطوات وهل تعتبرينه على حساب لعبك مع المنتخب ؟؟

درست إدارة الأعمال وتعلمت كيف انظم وقتي وأتميز لو لم أكن مع خطوات لكان جل وقتي للمنتخب ولكن لا استطيع العيش بلا وظيفة وخطوات ساعدوني في بقائي مع المنتخب والمشاركة في كل التدريبات والنشاطات التي ربما كانت تأتي في وقت عملي لديهم لهذا اقدم الشكر لهم على تفهمهم لوضعي .

ما رأيك بالكابتن هاني أبو الليل كمدرب وكيف تصفين علاقتك به ؟

الكابتن هاني هو مدرب ممتاز ويبذل كل جهده لإيصال المنتخب إلى مكانة راقية , فتدريباته رائعة ولم اشعر خلالها أبدا بالملل ، علاقتي به كقائد للمنتخب النسوي علاقة أبوية وكثيرا ما يجمعنا الحديث والنقاش والاستشارة فيما يختص بالكرة النسوية .

ما سر ابتسامتك التي أصبحت علامة تميزك عند الجميع ؟

اعتبرها موهبة من الله ... استطيع أن ابتسم في كل الأوقات ، ابتسامتي تخرجني من كل المآزق في حياتي ولها معان وأسرار كثيرة ... وهي اشراقة للتفاؤل تعلمتها وأحاول أن انقلها إلى غيري واعتبرها رسالة لكل النساء في فلسطين .

متى تفكر كابتن المنتخب النسوي بالزواج ؟

عندما أجد الرجل الذي يناسبني لن أتردد لحظة واحدة .

مشاريعك المستقبلية؟؟

أفكر بشهادة الماجستير في الإدارة الرياضية ، وحاليا التحق بدراسات للحصول على الدبلوم من جامعة بيرزيت باشراف الفيفا واتحاد كرة القدم الفلسطيني .

ما طموحاتك الرياضية المستقبلية ؟

آمل أن يصل المنتخب إلى مرحلة متقدمة بإدارة مهنية عصرية وطاقم طبي وإداري ذو كفاءة عالية لان الكرة النسوية هي محط أنظار الجميع ولا نريد إضاعة هذا الانجاز ، وان نصل يوما ما لكأس بطولة دولية عربية سواء كنت لاعبة فيها أو لم أكن فقط نريد للكرة النسوية ان تاخذ مكانتها في الخارطة العربية والآسيوية .

أمنية شخصية :

أتمنى أن يحل السلام في فلسطين حتى نستطيع العيش كباقي دول العالم ، وان احصل على الماجستير .

وظيفة تحلمين بها :

أن أصل إلى منصب استطيع من خلاله تغيير مفهوم المجتمع للمرأة والرياضة

موقف لا تنسيه في حياتك ؟

زيارتي لزيورخ هذه الزيارة تعني لي الكثير ولولا وجود الأخ أبو رامي لما عرفني احد ولا وصلت إلى هناك ، وقوفي على المنصة العالمية سأحدثه لأبنائي وللأجيال القادمة فرهبة الموقف تجعلني دائما حريصة على أن أكون الأفضل .

موقف يحزنك كرياضية ؟؟

أن أجد الشخص غير المناسب في مكان لا يناسبه

كلمة عتاب !!

عندما يصاب اللاعب لا يهتم فيه احد كما يجب فاللاعب لا يحتاج فقط إلى علاج بل ويحتاج إلى دفعة معنوية وتشجيع للنهوض ثانية وأطالب بتشكيل لجنة للاهتمام بموضوع الإصابات ، كما أطالب بمراكز تأهيل لرعاية اللاعب بعد الإصابة .

كلمة أخيرة

أريد أن أتقدم بجزيل الشكر لرئيس الاتحاد اللواء الرجوب على ما قدمه لي من رعاية أثناء الإصابة وعلى ما قدمه من دعم معنوي ومادي للمنتخب النسوي وكم كنت أتمنى لو وجدت أبو رامي رئيسا للاتحاد وأنا صغيرة من المؤكد أنني كنت سأكون في عالم آخر ألان

أتمنى من أفراد شعبنا والأسرة الفلسطينية أن يدعموا الرياضة بأنواعها وان يتمسكوا بالإرادة والعزيمة القوية فانا استطعت أن أحقق أهداف كثيرة من خلال الرياضة وأصبحت امرأة قادرة أن تثبت نفسها .

وأريد أن أشكر والدي ووالدتي وكل من كان لهم فضل علي سمر الأعرج والأستاذ رائد الهريمي الذي كان أول مدرب للكرة النسوية والشكر لكل زميلاتي وصديقاتي اللواتي دفعنني للاستمرار والتواصل ولنادي ديار الذي احتضنني وقدم لي أكثر مما استحق .