شريط الأخبار

"حدث هذا".. عودة فلسطين الى حضن الفيفا

حدث هذا.. عودة فلسطين الى حضن الفيفا
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ كما شرّد المحتلون الشعب ، وسطوا على الأرض ، امتدت أياديهم إلى مؤسسات الوطن الفلسطيني ، الذي كان سباقاً لبناء المؤسسات الفلسطينية ، التي شاركت في الفعاليات الدولية في فترة متقدمة ، كما فعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، الذي تأسس في القدس سنة 1928 ، كثالث اتحاد آسيوي بعد الاتحاد الايراني 1920 ، والاتحاد الياباني 1921 ، وكثاني اتحاد عربيّ ، بعد الاتحاد المصريّ 1921 .

واستغل المهاجرون - الذين وفدوا إلى فلسطين من كل حدب وصوب – قدراتهم في مجال كرة القدم ، وشاركوا في تأسيس الاتحاد الفلسطيني ، الذي سيطروا على لجانه بشكلّ شبه كامل ، بما جعل المؤسسات الوطنية العربية تعترض على هذا الفعل الاحتلالي ، الذي وجد آذاناً صاغية من المؤسسات الدولية ، المركوبة من الدول المستعمرة – وخاصة بريطانيا ، وفرنسا – بما ساعد على سلب الكيان - الذي أعلن رسمياً سنة 1948 - اسم الاتحاد الذي انضم للفيفا سنة 1928 !!!

وبدأت ارهاصات عودة فلسطين للفيفا مع تشكيل اللجنة الاولمبية الفلسطينية سنة 1978 ، واهتمام رئيس اللجنة المرحوم اللواء أحمد القدوة ، والأمين العام المرحوم أبو حسين شويكة بدفع الملف الرياضي الفلسطيني إلى الواجهة العالمية ، من خلال عرائض تطالب اللجنة الأولمبية الدولية بالاعتراف باللجنة الأولمبية الفلسطينية ، بما يمثل تلقائياً اعترافاً دولياً بالاتحادات الرياضية الفلسطينية ، التي تشمل أذرع اللجنة الأولمبية ، وشارك في هذا الحراك منذ سنة 1983 مندوب اللجنة الأولمبية الفلسطينية في أوروبا الدكتور أنور أبو عيشة .

ووجدت الجهود الفلسطينية احتضاناً حميمياً من الدول العربية والصديقة ، وظهرت هنا جهود المؤسسات العربية والآسيوية والافريقية ، التي دعمت دون تردد الحقّ الفلسطيني .. ونذكر هنا بالخير جهود الرياضي الكويتي الراحل ، الفدائي الشيح فهد الأحمد الصباح ، الذي دعم الملف الفلسطيني بكل ثقله الكويتي والعربي والآسيوي

وتقدمتمحاولات استعادة عضوية فلسطين في الاتحاد الدولي سنة 1988 ، من خلال الملف الذي أرسله رئيس الاتحاد السابق ، والأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ، المرحوم عمر شويكة / أبو حسين ، وبجهود تذكر من مندوب اللجنة الأولمبية في أوروبا الدكتور أنور أبو عيشة ، ثم من رئيس الاتحاد المركزيّ اللواء أحمد العفيفي .

ولمّا قامت السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن لم يلتفت القائمون على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى ضرورة العمل على استرجاع الاتحاد العضوية الفلسطينية ، التي سلبها المحتلون ، وراحوا يبحثون عن عضوية جديدة ، من خلال نضال طويل شارك فيه الكثير من قادة العمل الرياضي في الوطن والشتات .

وبدأت التحركات الفلسطينية الحقيقة للعودة للفيفا بعد توحد جسم الاتحاد ، اثر انتخابات 1996 ، ومبايعة العفيفي رئيساً للاتحاد ،وغطاس نائباً له ، فتكثفت الاتصالات مع رئيس الفيفا السابق البرازيلي جو هافيلانج لقبول فلسطين عضواً في الفيفا ، رغم الجهود المعرقلة ، التي بذلها المحتلون تحت الطاولة لإفشال المساعي الفلسطينية ، ونالت محاولات اتحاد الكرة يومها اهتماماً سياسياً ، لدرجة أنّ الرئيس الراحل ياسر عرفات استقبل في مكتبه رئيس اللجنة الاولمبية الدوليةالسيد سامرانش لدى زيارته لفلسطين ، كما اجتمع أعضاء اتحاد الكرة مع هافيلانج في عمّان 1998 .

وكانت محاولات المسؤولين الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا " بدأت منذ أول لقاء فلسطيني مع هافيلانج ، الذي اشترط - في البداية - إجراء مباراة كروية بين المنتخب الوطني الفلسطيني ، والمنتخب الصهيونيّ في نيويورك ، على أن يكون ريع المباراة لصندوق الاتحاد الفلسطيني ، ولكن الوفد الفلسطيني رفض قطعياً هذا العرض ، ليعقد رئيس الاتحاد العفيفي ، ونائبه غطاس بعد ذلك ثلاثة اجتماعات مع هافيلانج في سويسرا ، حيث كان يصلان سويسرا فجراً ، ويغادراها الساعة العاشرة صباحاً .

وفي آخر اجتماع بين اتحاد الكرة والسيد هافيلانج ، وعد رئيس الفيفا بأن يتم التصويت على عودة فلسطين للفيفا خلال اجتماع الهيئة العامة للفيفا في باريس ، على هامش المونديال عام 1998 ، وذلك بعد تقديم كافة الوثائق المطلوبة ، والنظام الداخلي للاتحاد ، وبالفعل تم التصويت بالإجماع على الطلب الفلسطيني يوم 6 آب 1998 ، وتم رفع العلم الفلسطيني ، وطاف أعضاء الوفد الفلسطيني بالعلم داخل القاعة بين جميع الحاضرين ، الذين صفقوا لفلسطين بحرارةلتحول الحلم الفلسطيني إلى حقيقة ، لتصبح فلسطين العضو 201 في المؤسسة ، التي ترعى الكرة الدولية .

ونذكر هنا محطة هامة في قبول الطلب الفلسطيني ، عندما سمحت الفيفا يوم 27 أيار 1998 لفلسطين بالتصويت في مؤتمر الفيفا ، مع رفض السماح لاثنتي عشرة دولة اخرى بالتصويت ، بما شكل قبولاً مبدئياً لاعتماد الملف الفلسطيني ، وقبول مشاركة فلسطين في مؤتمر الفيفا ، الذي انعقد فيباريس على هامش مونديال فرنسا 1998 .

وتكون الوفد الفلسطيني لاجتماعات الكونغرس من رئيس الاتحاد اللواء أحمد العفيفي ، ونائب الرئيس الأستاذ جورج غطاس ، ومسؤول العلاقات المرحوم عيسى ظاهر ، واجتمع الوفد مع رئيس الاتحاد الدولي جو هافلانج في القاهرة قبل يوم من موعد اجتماع الفيفا في باريس .

وفتح قبول الفيفا عضوية فلسطين الطريق أمام اتحادنا للمشاركة في مختلف فعاليات الفيفا ..ويومها كنت شخصياً شاهداً على تفاعلات قبول الملف الفلسطيني في الفيفا ، حيث شاركت في تغطية مونديال فرنسا 1998 مندوباً لاتحاد الإعلام ، وبدعوة من رئيس اللجنة المنظمة للمونديال ميشيل بلاتيني .

ولعل من أهم فوائد اعتراف الفيفا بالاتحاد الفلسطيني الموافقة على مشاركة فلسطين في تصفيات مونديال كوريا واليابان 2002 ، والموافقة على تأهيل الكوادر الرياضية الفلسطينية ، وخاصة حكام كرة القدم من خلال برامج التأهيل في لجان الفيفا المختلفة ، ناهيك عن حقّ فلسطين التام في التصويت في مختلف القضايا ، وكانت البداية في التصويت لانتخاب رئيسالفيفا السابق جوزيف بلاتر .

مواضيع قد تهمك