شريط الأخبار

المقدسي مروان ترزي.. خمسون عامًا من الترحال على "البسكليت"

المقدسي مروان ترزي.. خمسون عامًا من الترحال على البسكليت
بال سبورت :  


رام الله- ”القدس”دوت كوم/ منذ الصغر والدراجة الهوائية "البسكليت” ترافق المواطن المقدسي مروان ترزي (60 عامًا) في كل ترحاله بشكل يومي، حتى أنه استطاع أن ينشأ أبناءه على ممارسة هذه الرياضة وأكثر من ذلك، فان أحدهم يستخدمها كوسيلة تنقل دائمة له، ليعيد مجد أبيه .

"ترزي” المقدسي الذي يعيش في حي بيت حنينا في القدس حاليًا، ورغم كبر سنه يتوجه الى عمله يوميًا من مكان سكنه مخترقًا حاجز قلنديا إلى مدينة رام الله، حيث يعمل حاليًا مديرًا لمركز التعليم المستمر في جامعة بير زيت.

  لقد أصبح "البسكليت" جزء ثابتا من نظام حياة مروان، وبالنسبة له، فانه بهذا السلوك اليومي يحافظ على البيئة، ويعزز اللجوء إلى رياضة ممتعة ومفيدة بدنيًا وذهنيًا، ويشعر بالسعادة لانتشار هذه الثقافة الرياضية في بلادنا مؤخرا، "بلا خجل" .


طفولة على "البسكليت”

خمسون عامًا مضت ومروان ترزي لا يترك "البسكليت”، إذ يروي لـ”القدس”دوت كوم، تلك التجربة بنهم وشغف يعبر عن حبه لقيادة الدراجة الهوائية، منذ أن كان يبلغ من العمر 10 أعوام، وكانت عائلته تعيش حينها في رام الله، لقد كان مروان يستأجر دراجته من محل مخصص لذلك ويخرج برفقة أصدقائه يجوب شوارع رام الله وصولاً لمدينة القدس، وكان يذهب كذلك باستخدام "البسكليت” من رام الله إلى بلدة بير زيت مسقط رأس والدته.

  يقول مروان مستذكرًا مغامراته في ركوب "البسكليت”: "كنا نذهب إلى القدس من جهة بلدة رافات، في بعض الأحيان كان (يبنشر) – أي يثقب عجل الدراجة الهوائية، ما يضطرنا إلى الصعود بحافلات القدس رام الله كي نصل إلى منازلنا”، بينما يشير إلى أنه تنقل بمختلف أنواع الدراجات الهوائية وعاصر ابتكارها.


رحلة الذهاب إلى الجامعة والعمل بـ”البسكليت”

حينما التحق مروان بالدراسة في جامعة بيرزيت كان يذهب لحضور محاضراته "البسكليت” ودرس في الجامعة نحو عام واحد، واضطر للسفر إلى كندا لإكمال دراسته بعدما أغلقت قوات الاحتلال الجامعة، حيث حصل على بكالوريوس في هندسة الكهرباء ثم أكمل ماجستير في الإدارة.

  في كندا لم تنته الحكاية فقد اشترى مروان ترزي دراجة هوائية أصبحت رفيقته هناك في دراسته وعمله مهندساً للاتصالات، ثم ختم مرحلة حياته بكندا في تسعينيات القرن الماضي، بقراره التخييم في الجبال وقطع مسافة 2500 كيلو متر في كندا استغرقت نحو شهر، "لقد كانت رحلة رائعة جداً، إن الطبيعة غرامي الذي أحب، والدراجة الهوائية ساعدتني على اكتشاف هذا الحب”، يقول مروان.


توفيرا للجهد والوقت واختراق حاجز السيطرة

بعدما عاد مروان إلى رام الله في التسعينيات بدأت إسرائيل تغلق بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن مروان لم يترك شغفه بـ”البسكليت”، وحتى حينما تزوج واستقر في القدس، لقد كان يذهب إلى القدس من رام الله عبر طريق رافات، إلى أن بدأ يذهب إلى القدس من خلال طرق عدة، وأخيرًا لم يكن أمامه سوى الخيار الوحيد وهو عبور حاجز قلنديا عبر "البسكليت”.

  يذهب مراون كل صباح إلى عمله في جامعة بيرزيت منذ العام 1993 مديرًا لمركز الحاسوب في الجامعة حتى العام 2000، وكان يقطع الحواجز الترابية قرب بلدة سردا عبر "البسكليت”، إلى أن أصبح مديرًا لمركز التعليم المستمر عام 2000 حتى الآن، لكن مروان استمر بالذهاب إلى عمله الحالي باستخدام "البسكليت”، ويستغرق معه الذهاب للعمل والعودة لمنزله في بيت حنينا نحو 30 دقيقة.

  بالنسبة لمروان ترزي فإن إصراره على التنقل عبر”البسكليت” في عمله ونزهاته وكل أمور حياته، من منطلق رياضي والآخر بيئي، ويعتقد مروان أن فكرة إقامة الاحتلال لحاجز قلنديا ليست فكرة أمنية، بل هدفها قهر الفلسطينيين نفسياً وجسدياً وفكرياً لإظهار الاحتلال بأنه مسيطر على الفلسطينيين، لذا فإن "البسكليت” يكسر هذا الحاجز وتشديداته وتخرجك من إهدار الوقت وتخفف من العامل النفسي، ورفض فكرة السيطرة الاحتلالية، بحسب مروان.


"البسكليت”.. ثقافة لا بد منها

يشارك مروان ترزي بالمسارات والمجموعات التي تتنقل عبر "البسكليت”، والذين تعرف إليهم عبر أصدقائه، فالأمر بالنسبة له ممتع جدًا أن يكون لديه أصدقاء يشاركهم هذه الرياضة الممتعة، التي لا بد أن تصبح ثقافة لدى المواطنين لأهميتها.

  يقول مروان: "إنني أشعر بالفرح حينما أرى شبانًا وصبايا في مقتبل العمر يقودون الدراجات الهوائية، لأنني أحب أن تنتشر ثقافة قيادة الدراجات الهوائية خاصة أن حاجز الخجل من قيادة الدراجة بدأ يتلاشى، وهو أمر يجعلنا كذلك نعرف الطبيعة وبلادنا جيدًا ونرفه عن أنفسنا ونفرغ نفسيًا في ظل الظروف التي نعيشها”.

  تمكن مروان ترزي من التأثير في عائلته، وأولاده جميعهم وهم الان لديهم دراجات هوائية يقودونها ويتنزه مروان مع أبنائه وزوجته باستخدام الدراجات، بل إن أحد أبنائه يذهب إلى دوامه في جامعة بيرزيت باستخدام "البسكليت” ايضا ليعيد قصة والده . 


مواضيع قد تهمك