غزة – رويترز/ تفتحت عيناه على الدنيا فوجد نفسه، على خلاف الآخرين حوله، بلا ساقين، لكنها لم تكن نهاية العالم، َقبِل يوسف أبو عميرة التحدي مع الحياة التي تدفعه بكل قسوتها للهزيمة، ولم يسمح لها أن تكسر إرادته.
  يقول أبو عميرة: الحمد لله رب العالمين، أنا وُلدت بلا أطراف، وما ساعدني على التغلب على هذه الحالة، هو ايماني بالله سبحانه وتعالى، ورضا الوالدين، واصراري، فأنا أمتلك عزيمة قوية ومحب للحياة، وأريد أن أعيش.
 وُلد أبو عميرة بلا ساقين وبذراعين لم يكتمل نموهما، ودخل الآن غمار تجربة جديدة في رياضة الكاراتيه.
استعرض صاحب الحزام البرتقالي البالغ من العمر 24 عاما مهاراته في القتال بالعصا وهو يتمرن مع مدربه في نادي المشتل للفنون القتالية في غزة.
  يقول أبو عميرة إن "الإعاقة هي إعاقة العقل" وليس الجسد ولا يوجد شيء اسمه مستحيل.
يضيف "كفئة أشخاص ذوي الإعاقة يطلقون علينا الفئة المهمشة، فأنا لجأت للعبة الكاراتيه حتى أستطيع الدفاع عن نفسي، وأحلم بالمشاركة في بطولات دولية وفي الأولبيماد".
ويستخدم أبو عميرة العصا ببراعة وهو ما يساعده على تعويض أطرافه المفقودة، وتَعلَّم أسلوب توجيه اللكمات القوية وصد الهجمات بجسده وذراعيه.
  وقال مدربه حسن الراعي إن تلميذه يمتلك إرادة من نوع خاص.
وأضاف "فوجئت في يوسف أنه يمتلك مهارات مختلفة، ويستطيع عمل أشياء تفوق الأصحاء.
  وتابع: يوسف عنده إصرار وعزيمة وعنده قدرة على تحدي الواقع الذي يعيشه.
ويقول أبو عميرة إن بمقدوره الاعتماد على نفسه في معظم شؤون حياته دون الحاجة لأي مساعدة.   ويوضح "أنا الحمد الله رب العالمين، أعتمد على نفسي في 85% من شؤون حياتي، مثل تناول الطعام والشرب والتنقل وصعود الدرج لوحدي، دون مساعدة أحد".
  يعيش أبو عميرة في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، ويتنقل في الشوارع بدراجة نارية. وتخرج في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية في غزة العام الماضي.