شريط الأخبار

كرة القدم العربية في حداد.. بعد رحيل صاحب الرأس الذهبية فؤاد أبو غيدا

كرة القدم العربية في حداد.. بعد رحيل صاحب الرأس الذهبية فؤاد أبو غيدا
بال سبورت :  


الخليل- كتب فايز نصّار/ غيّب القدر نجم فلسطين الكبير فؤاد أبو غيدا ، جراء فيروس كورونا ، وبعد معاناة لعدة سنوات من الزهايمر ، الذي لم ينسه مسقط رأسه عروس المدائن حيفا ، التي تركها قهراً بعد احداث النكبة سنة 1948 ، عندما كان عمره تسع سنوات  .

  وولد  أبو غيدا في حبفا سنة 1939 ، وطالما كان يكرر مقولة " حيفا لندننا " ، ويذكر كيف جاءت الشاحنة إلى باب بيته سنة 1948 ، ليرحل من حي عباس ، ويصل مع أهله إلى الطنطورة ، ومنها إلى نابلس ، في الطريق إلى دمشق الشام ، حيث نزل مع عائلته  في مستشفى ، على أمل العودة إلى حيفا بعد أيام ، عندما تنتهي الحرب .

  وهناك في دمشق ظهرت موهبة صاحب الرأس الذهبية مع الفرق المدرسية ، وفي ملعب بستان الحجر ، الملاصق لمسجد زيد بن ثابت الأنصاري ، في شارع خالد بن الوليد ، الذي شهد بدايات دحرجة أبي غيدا للكرة مع أصحابه  .

   ومبكراً التحق  أبو غيدا بفريق الأهلى السوري ، الذي كان يطلق عليه اسم " دمشق الأهلى " ،  وأصبح يسمى نادي المجد ، ليلعب لاحقاً مع منتخب المدارس ، ومنتخب الجامعات ، ومع الجيش السوري خلال أدائه للخدمة الوطنية .

  وفي نادي دمشق الأهلي لعب فؤاد أبو غيداء مع صديق عمره مروان كتفاني ، الذي لعب معه بعد ذلك في الأهلي ، ومعهما النجم إبراهيم المغربي ، الذي لعب بعد ذلك في الأهلي ، وفي بانثينايكوس اليوناني ... وفي دمشق أيضاً تعرف المرحوم على كثير من نجوم الكرة الفلسطينية وعلى رأسهم أحمد عليان حجير .

   وفي ظلال الجمهورية العربية المتحدة ، التي حملت اسم الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا لعب فؤاد ابو غيدا للنادي  الأهلي المصري ، الذي كان يومها يمتلك نجوماً اسطوريين ، أمثال صالح سليم ، وفاروق الضظوي ، وطلعت عبدالحميد ، وسعيد أبو النور ، وميمي عبدالحميد ، وميمي الشربيني ، ومحمود الجوهري ، وطه إسماعيل ، وعزت أبو الروس ، وأحمد زايد ، وفاروق تركي ، ومحمود السايس ، وعلوي مطر ، ورفعت الفناجيلى ، وحسن جبر ، ومروان كنفاني .. وبالارادة والعزيمة ، وبفضل امكانياته الكبيرة نجح أبو غيدا في فرض نفسه نجماً بين هؤلاء ، ليصبح واحداً من عشاق جماهير القلعة الحمراء .

   وبرز ابو غيدا كصخرة دفاعية ، وطالما حدّ من خطورة خيرة نجوم الفرق المصرية ، واشتهر بضربات الرأس ، وكان يتقدم للاسناد الهجومي ، وخاصة في الضربات  الثابتة والركنيات ، فسجل برأسه اهدافاً حاسمة في مرمى جميع حراس مصر ، الذين لعبوا في الستينات ، وبالنظر لتخصصه بالكرات الرأسية أطلق عليه لقب " صاحب الرأس الذهبية " .

 ولعب ابو غيدا كثيراً من المباريات مع منتخب فلسطين ، وظهر بشكل لافت في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالقاهرة سنة 1965 ، عندما نجح الفدائي القديم في الوصول للمربع الذهبي ، وخسر في الدور قبل النهائي بصعوبة أمام السودان ، التي كان منتخبها بقيادة جيسكا من أفضل منتخبات القارة السمراء ، ويومها ضم المنتخب الفلسطيني أربعة لاعبين من الأهلي هم فؤاد ابو غيدا ، والحارس مروان كنفاني ، وفيصل بيبي ، وإبراهيم المغربي ، ومن الزمالك نبيل الشامي ، وحسام السمري ، وسميح السمري ، وعبدالقادر شعيب ، الملقب بيليه الصغير ، إضافة إلى  عمر الشيخ طه ، وخليل استنبولي ، وعدد من لاعبي قطاع غزة ، منهم علي أبو حمدة ، واسماعيل المصري ، ومعمر بسيسو ، وخضر قدادة الملقب " بربز "  ، والحارس فايق الحناوي .

  وشهدت الدورة تألق منتخب فلسطين ، الذي حقق أفضل النتائج ، وخسر بصعوبة أمام منتخب مصر 2/1 ، الذي كان يومها من أفضل منتخبات العالم ، وسبق له احتلال المرتبة الرابعة في أولمبياد طوكيو سنة 1964 ، وبعدها تعادل الفدائي مع العراق ، وفازعلى سوريا ولبنان واليمن ، وخسر اللقاء نصف النهائي أمام منتخب السودان  بنتيجة 2/1 .

 وبعد اعتزال ابو غيدا اللعب عمل في مجال الصحافة الرياضية ، وكانت له كتابات في الكثير من وسائل الإعلام  ، منها صحيفة الشرق الأوسط واسعة الانتشار، وعمل لمدة طويلة كمحلل رياضي في قناة   mbc  مستفيداً من ثقافته الرياضية الواسعة ، وخبرته في الملاعب ، ومعرفته بشؤون الدوريات العاليمة ، وخاصة الدوري الانجليزي ، قبل أن يستقر في السنوات الاخيرة في العاصمة البريطانية لندن ، حيث أصيب بمرض الزهايمر .

 وكان الحنين يشد جنتلمان الدفاع الفلسطيني إلى مسقط رأسه حيفا ، وشهدت عروس الكرمل منذ عشر سنوات زيارة ابنها البار  فؤاد أبو غيدا ، بمناسبة تصوير فيلم وثائقي ، اعدته الصحفية نضال علي رافع ، فتحول الحدث إلى كرنفال وطني كبير لأهالي عباس خاصة  ، ولحيفا عامة ، حيث هرع الحيفاويون العرب إلى الاحتفاء بانهم العائد ، والتقطوا معه الصور التذكارية .

    وبالمناسبة نظم عدد من الحيفاويين مباراة كرة قدم على شرف سليل طيرة حيفا ، شارك فيها فؤاد أبو غيدة ، ومعه علي رافع ، وفتحي فوراني ، وحنا أبو حنا ، وكريم دعيم ، وجريس خوري.. وغيرهم .

  وفي شارع عباس 36 بحيفا الفلسطينية استضافت عائلة رافع عباس النجم الكبير أبو غيدة  ، وقام المحامي علي رافع بتسليمه مفاتيح العمارة ، التي امتلكتها عائلة أبو غيدة قبل سنة  48 ،  والتي كانت تقطنها عائلات عربية ، منها عائلة رافع ومدوّر ، فانهمرت الدموع من عيني النجم العاشق أبو غيدة ، وعاد 62 عاما الى ذكريات الماضي مع حيفا ، التي تركها مرغماً حين كان عمره 9 سنوات .

   وهزّ خبر وفاة نجم فلسطين الكبير الأسرة الرياضية الفلسطينية ، وأبرق الرئيس الفلسطيني محمدود عباس معزياً بوفاته ، سائلاً  الله عز وجل أن يرحمه ، وينعم على عائلته بالصبر السلوان ، كما نعى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب المرحوم ، وتوجه بالعزاء للأسرة الرياضة الفلسطينة ، معرباً عن حزن الرياضيين الفلسطينين بعد هذه الفاجعة ، وأبرق لعائلته في لندن معزياً بوفاته ، ومتمنياً أن يتغمده الله برحمته الواسعة .

     ونعى القائد مروان كنفاني صديق عمره المرحوم فؤاد ابو غيده ، مشيراً إلى أنّ المرحوم  فؤاد كان أحد أبرز نجوم كرة القدم العرب ، وهو الأكثر شهرة بين نجوم فلسطين ، ونال صيتاً واسعاً في الملاعب المصرية ، إضاقة إلى أنه إنسان مهذب ، ومحترم وأصيل  .

 وقال كنفاني : إن الصداقة جمعته بالراحل الكبير في دمشق منذ كان عمرهما 14 سنة ، حيث كانا صديقين في الملاعب وخارج الملاعب ، متمنياً من الله أن يرحمه برحمته الواسعه .. وموضحاً بأنّ الله أكرمه بالموت ، لأنّه كان يعاني من عذابات المرض منذ ست سنوات .

    وأكد الرياضي المخضرم معمر بسيسو ، الذي لعب مع الراحل بأن فؤاد أبو غيدا كان أفضل مدافع في النادي الأهلي والمنتخب ، مؤكداّ أنّه في البداية لم يكن اساسياً في الأهلي .. ولكن بعد مباراة في الكويت - تألق فيها أبو غيدا - أصبح المدرب عبده صالح الوحش يعتمد عليه ، مؤكداً بأن نجم مصر الأول المرحوم صالج سليم كان معجباً بأبي غيدا ، وبلهجته الفلسطينية .

  وقال أبو أحمد : أذكر أن منتخبنا لعب في الدورة العربية بالزي الأحمر ، وبالنظر لمعرفة جمهور النادي الأهلي بفؤاد ، ومروان ، والمغربي وفيصل ظنوا أن الأهلي هو الذي يلعب ، فشجعوا منتخبنا دون أن يدروا ، وترحم بسيو على روح الفقيد ، متمنياً أن يتغمده الله بواسع رحمته ، وأن ينعم على آله وذويه بالصبر ولاسلوان .

   وعبر رفيق أبو غيدا في المنتخب اسماعيل المصري عن حزنه الشديد لوفاة النجم الكبير ، متمنياً باسم نجوم فلسطين القدامى الرحمة لصاحب الرأس الذهبية ، مشيرا إلى انّه تعلم من أبي غيدا الكثير ، وأن المرحوم كان قدورة لكل نجوم فلسطين الذين عرفوه ، ويشمل ذلك تألقه في الملاعب ، واخلاقه العالية .

   وقال أبو السباع : إن سجلات الكرة الفلسطينية لن تنسى عطاءات المرحوم فؤاد ، الذي تألق في صفوف الأهلي المصري ، وثبت نفسه بين عمالقة الكرة المصرية ، وساهم في بروز المنتخب الفلسطيني في الستينات .

   وترحم أحد أقدم نجوم الكرة الفلسطينية رجب شاهين على روح فقيد الكرة فؤاد أبو غيدا ، الذي توفي في لندن بعد صراع طويل مع المرض ، متأسفاً لوفاة هؤلاء النجوم في الغربة ، دون تحقيق أحلامهم بالعودة إلى الوطن .

   وقال أبو رائد : إنّه شاهد أبو غيدا في الملعب في الستينات ، وشاهد له الكثير من المباريات عبر الشاشة ، مؤكدأً أن جيله تعلم الكثير من هذا النجم الكبير ، الذي رفع اسم فلسطين عالياً في الملاعب المصرية والعربية ، متمنياً أن يتغمده الله بواسع رحمته .

مواضيع قد تهمك