شريط الأخبار

"أصحاب القبعات".. قصة ثالثة في حياة سامي الجابر

أصحاب القبعات.. قصة ثالثة في حياة سامي الجابر
بال سبورت :  

استأثرت أنباء رحيل المخضرم سامي الجابر عن الجهاز الإداري في نادي الهلال، باهتمام الشارع الرياضي في السعودية، على اعتبار أن الجابر ارتبط طويلاً بالنادي العاصمي لاعباً ومدرباً وإدارياً.
ويعتزم اللاعب الملقب بـ"الذئب" الانتقال إلى عالم أصحاب القبعات والوقوف أمام دكة البدلاء لتوجيه اللاعبين كمدرب لفريق لم يكشف عنه حتى الآن.
ولا ينسى السعوديون البرازيلي الشهير كندينو مدرب الهلال السعودي العام 1989, حين دفع بالشاب اليافع سامي الجابر ضمن كوكبة الأزرق أمام أهلي جدة, لم يكن يعلم أن الفتى النحيل سيكون بطل قصص مثيرة في تاريخ الكرة السعودية.
في العام التالي, كتب الجابر أول فصول الإثارة حينما خطف لقب الهداف من كبير هدافي الكرة السعودية ماجد عبد الله، المتصدر حتى الجولة الأخيرة بأربعة عشر هدفا مقابل عشرة للجابر, لكن الأخير سجل ستة أهداف دفعة واحدة كانت كافية لانتزاع اللقب من أسطورة الكرة الخضراء آنذاك.
وفتح سامي بذلك, المجال أمام هواة الإثارة لنسج حكايات كثيرة كان وقودها المؤامرة في أحايين كثيرة, وتبارى المحبون والكارهون في إثبات وجهتي نظرهما آنذاك, لحظتها كان الجابر يحتفل باللقب الذي دون في كتب التاريخ باسم المهاجم الصغير القادم إلى صدارة المشهد.
بعد عامين عاد الجابر لانتزاع لقب هداف الدوري السعودي, ويومها أظهر شدة في عوده واستواء في ثمرته, فكان نجما لا يشق له غبار, ما حجز له مقعدا في النخبة الخضراء المغادرة إلى الولايات المتحدة في أول حضور سعودي في المونديال, وهناك لعب الجابر مباراة واحدة من البداية أمام ليوث الأطلسي سجل فيها هدفا من ركلة جزاء تسبب بها بعد تلاعبه بمدافع مغربي.
بعد الرحلة المونديالية, بدا أن سامي يتشكل في البيت الأزرق كرمز, يحاول الهلاليون الأنصار التغني به لإيجاد ند يكفل لهم شيئا من المساواة أمام سطوة المهاجم الأسطوري ماجد عبدالله، المنتمي للفريق العاصمي الآخر, وبين العاصميين الأزرق والأصفر من التنافس والتصادم ما لا يعرفه الإيطاليون عن ميلان والإنتر.
تصاعدت مسيرة الجابر في الهلال بوضوح, وقاده إلى كثير من البطولات المحلية والخارجية, وأصبح سهما لا يشق له غبار في مقدمة الأزرق وقائدا روحيا يحرك الجماهير, ويلهم المدربين والأنصار, وتعالت هيبته بين أركان هلال الرياض, حتى أصبح في مقدوره التأثير في كثير من القرارات الإدارية.
وعلى خط مواز, بقي الجابر في المنتخب اللاعب الوحيد المستمر موندياليا في المرات الثلاث التالية للكرة السعودية, وفي كل مرة كان يسجل, ففي 1998 هز شباك جنوب إفريقيا من نقطة الجزاء أيضا, وفي 2002 لم يلعب إلا مباراة واحدة أمام ألمانيا عرفت بالنكسة, وفي 2006 عاد للظهور مجددا من مقاعد البدلاء كلاعب خبرة وقائد, وحين شارك في هز شباك تونس بكرة متحركة هذه المرة, سمحت له بالولوج إلى القائمة العالمية التي سجل أفرادها أهدافا مونديالية بين الأول والأخير منها اثني عشر عاما, ويقف على رأس القائمة الأرجنتيني مارادونا.
قبل هذا التاريخ بعام واحد, كان الجابر لا يجد له مقعدا في قائمة الفريق المحلي بعد تزايد سنوات عمره واقترابه من الوداع, وتصاعد الفتيل بينه والمدرب الهولندي العابس إديموس في عهد إدارة الأمير عبدالله بن مساعد, في العام التالي أيضا بدا أن الجابر يقضي أيامه الأخيرة في الملاعب مع توقيع الهلال لصفقة نقل المهاجم الصاعد آنذاك ياسر القحطاني فسيطر الأخير على المقعد الأساسي في مقدمة الفريق.
..وبعد اعتزال مهيب أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي, ودع سامي الجابر الملاعب, وبكى محبوه الكثر بحرقة في ليلته الأخيرة بالقميص الأزرق, لكن الضوء يأبى دائما أن يغيب الرجل الظاهرة في حضوره الإعلامي بين أقرانه ومن سبقوهم, فتولى مهام مدير الكرة في ناديه بعد أن كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس, تحت قيادة صديقه الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي تولى للتو رئاسة النادي وهنا بدأت تتشكل فصول قصة مثيرة أخرى في حياة اللاعب العظيم.
أول عامين مرا بهدوء في حياة سامي الإداري, في العام الثالث لم يكن الجابر يستطيع أن يتحدث للإعلام بشكل واضح, وأصبح يبعث برسائل مبطنة لم تكن مفهومة إلا للمقربين من الأزرق, في نهاية العام ذاته, قاد الفريق مدربا في مباراة واحدة انتهت بالتعادل, وهنا بدأت فصول قصة ثالثة تكتب في مخيلة الجابر.
في العام الرابع, غادر لدراسة التدريب في المعهد الإنكليزي, ثم أعلن بوضوح لا يقبل الشك وسوء الفهم: لا أريد أن أكمل في الإدارة الرياضية, سأكون مدربا.
مع نهاية العام كان سامي الإداري خارج أسوار الهلال فعلا, وسامي المدرب يبحث عن فرصة خارج بلاده كما أسر لمقربين, بعد أن عقد العزم على كتابة القصة الثالثة في مكان مختلف.
سامي الجابر, طموح كبير, وقدرة عجيبة على إدارة فرص الحياة المتوافرة, ويبدو أنها ملكة فطرية وهبها الرب للرجل, يستدل القائلون بذلك على اختفائه من بيت العائلة وهو ابن الرابعة عشرة حين كان أحد أشقائه يهم بتسجيله مرغما في النصر.

مواضيع قد تهمك